الرد الأول: حكومة فيها لغة المعارضة والعسكر
ما اعلنه ترامب، وما ستقوم به اسرائيل قريبا من عمليات ضم، يشكل معادلا موضوعيا لإنشاء خط اخضر جديد يتحرك نحو الاردن ويخنق الفلسطينيين في مناطقهم.
اذن هو إعلان حرب بكل المعاني! بل بلغت بهم الصفاقة ان يتحدثوا في الصفقة عن اعطاء "الكانتونات الفلسطينية" حصة في ميناء العقبة، وهي محاولة لتصدير الازمة للاردن.
الخطة لم تترك لنا او للفلسطينيين الا الرفض والمقاومة، وهنا تقع المسؤولية الكبرى على الضفة والسلطة، فلم تعد تملك ما تخسره ولا مكان إلا للمقاومة وهدم المعبد.
في الاردن علينا تمتين جبهتنا الداخلية، وعلينا ان نكون اكثر تماسكا، ونبتعد عن التشكيك ببعضنا البعض، وبتقديري اننا مطالبون بالخروج من دائرة التردد والخوف من واشنطن وإدارتها الحمقاء.
دبلوماسيتنا يجب ان تزور كل عواصم العرب، علينا إشعارهم اننا لن نقبل بالضغوط، وان الشرر سيتطاير على الجميع، وعلينا انتزاع تأييد واضح من كل العواصم.
يريدون هضم الضفة، يساعدهم ترامب على ذلك، والنتيجة إن تحققت ستكون كارثة على الاردن وجودا وكيانا وهوية؛ بالتالي يجب ان نعمل على افشال الخطة دون تردد او خوف.
إنه اعلان حرب! لابد من حكومة مختلفة، لابد من توجيه رسالة للعالم اجمع اننا على قلب رجل واحد، وان موقفنا صلب؛ فالرزاز وحكومته أصغر من تلك المرحلة.
حكومة رجالات دولة، فيها لغة المعارضة والخشونة والعسكر، فيها فريق دبلوماسي يعرف كيف يخاطب العواصم العربية، واتمنى ان تكون اولى الرسائل من هنا، من الدوار الرابع.
نعم علينا الخروج من منطق المراوحة، والتردد والانتظار، فالصمت له كلفة كبيرة، ولا زالت الفرصة ماثلة لنقول "كلا" بمعناها العملي والإجرائي.
الغد - الاربعاء 29-1-2020