في رمشة رقم
أوتاره الصوتية اعتادت على التوتر عالي الوطيس، أقدامه أدمنت الترحال المستدام، من شارع الى شارع ومن جبل الى وادي. أصابعه احترفت تقليب الاوراق بحثا عن سلاسل أرقام يتفاءل بها المشتري. عيونه تتعاطى التنقل السريع في وجوه الناس لالتقاط الباحثين عن الأحلام والثراء السريع.
حتى لو لم تشاهده، فإن صوته يندلق بلا اذن وبلا دستور الى غرفة نومك ويتسلل الى مكتبك وفرشاة اسنانك، داخل ثلاجتك.
نراه على الاشارات الضوئية .... في الشوارع .... على الارصفة...يبيع الاحلام في كل مكان ولأي كان.
-يانصيييييييييييييييييييييييييييب!!
- بعد بكرة السحب!!
- غيّر حماتك بدينارين!!
- خمسين ألف دينار!!
- جرب حظك!!
نداءات يمطها حسب مقتضى الحال والأحوال. مهمته ان يبيعك حلما باحتمال الربح، اما حلمه الشخصي فهو ان يبيع ما معه من اوراق احلام –اوراق يانصيب-. هو في كل سحب يبيع الاحلام الكبيرة مقابل حلم صغير متواضع.
في رمشة رقم قد تصير ثريا .... قد تشتري بيتنا او سيارة او تسدد ديونك، وقد لا تربح شيئا، ويربح الاخرون من نقودك بدءا بالفائزين بالجوائز الكبرى وانتهاء ببائع الاحلام.
بائع اليانصيب يتلقى اللعنات من الخاسرين والبركات من الرابحين.
ويظل كما هو:
يبيع الاحلام الكبيرة مقابل حلم صغير.
لكنه يسعى دائما الى ان يبيع جميع اوراقه قبل السحب، لأنه لا يصدق الاحلام الكبيرة.
الدستور