عن أبو الراغب وأراضي جلالة الملك وتوجان والبوتاس وعوض الله

المدينة نيوز – خاص – داليدا العطي - : اعتبر علي أبو الراغب رئيس الحكومة الأسبق أن ملف قطاع التأمين هو من الملفات التي يدعو هو شخصيا لتشكيل لجنة تحقيق بشأنها لأنه يريد أن ينتهي من هذا الملف الذي يصدع الرأس ، على غرار الملف التي تم على " الكابسات " والذي اتهم به سابقا الوزير الأسبق عبد الرزاق طبيشات وبرأته منه لجنة التحقق النيابية في برلمان سابق ..
أبو الراغب الذي كان يتحدث لقناة رؤيا مساء الأحد تطرق إلى الأراضي التي سجلت باسم جلالة الملك لإقامة مشاريع عامة للمواطنين متعرضا بليث شبيلات الذي سبق وقال إن ابو الراغب سجل الأراضي من أجل أن ينال الرضا وأوضح أبو الراغب هذه النقطة قائلا : إن الأراضي التي سجلت باسم الملك هي ألفا دونم من أراضي الدولة في أبو علندا والمقابيلن وبدران والسامك وإنها كلها جاءت لإقامة مناطق تنموية وأن الأمر الملكي سلمه لي سمير الرفاعي أمين عام الديوان آنذاك ، وإن ما يقوله ليث شبيلات أنني فعلت ذلك ليرضى عني غير صحيح .. ونفى تملكه أي أرض بالرمثا داعيا إلى إظهار الحقيقة ، وتحدث عن مداخلة لتوجان فيصل التي سجنت في عهده وما زالت تعاني من آثار ذلك من حيث حرمانها أكثر من مرة من الترشح للإنتخابات النيابية وقال : إن هيئة التأمين هي التي رفعت الأسعار آنذاك ، علما بان الهيئة تم تشكيلها قبل أن يشكل هو الحكومة ، معتبرا ان تملكه لـ 10 % من الأسهم في شركة لا يعني ان يكون هذا القطاع في منأى عن التطوير حسب وصفه .
ومن عجائب القدر أن يعلن أبو الراغب أنه مع الإصلاح السياسي مع أنه كان يضيق بالإعلام ، ولم يشهد الإعلام في عهده أي انفراج ..
ومن العجائب أيضا أن يتحدث عن أن زلزال الإعتصامات أصاب الأردن بزلزال شأنه كما الآخرين وبدرجة بلغت بين 4 – 5 – على مقياس ريختر ..
ودافع عن دستور 1952 وقال إن بعض القوى تتغول على الحكومات كما حصل في حكومة البخيت الأولى ، ومؤكدا في نفس الوقت أنه كان يقرأ أسماء الوزراء لجلالة الملك ومن ثم يسأل الأمن عن الأشخاص ، دون أن تتدخل في اختيارها .. وأنا الذي كنت أتحمل المسؤولية ..
ويتساءل مراقبون عن هذا البزوغ المبكر لرؤساء حكومات طالما أغرقوا الرأي العام بالظلام ، وعلق مراقب حصيف : كيف لأبو الراغب أن يتحدث عن دستور 1952 وهو الذي سجن وطارد وضاق بالرأي الآخر ، ولم تعش الحريات الإعلامية والصحفية في عهده حقبة كحقبته والامثلة كثيرة ..
أبو الراغب الذي تحدث عن الخصخصة حديث الفاتحين انتقد الليبراليين الجدد كما قال ، مع أن هذا المصطلح لا يعني بالمطلق بانه لم يكن ليبراليا جديدا وهو الذي باع البوتاس للكنديين والشركات الأخرى وأصبحت الخزينة تتلقى معونات بدل أن كانت هي سيدة الموقف وبعد أن كانت نسبة العجز 3 % كما قال هو نفسه .
وانتقد مراقبون كيف أن أبو الراغب زعم بانه كان يتفرد بالقرار وأنه لم يكن يسمح لاحد بالتدخل في حكومته أو باختيار وزرائه كما حصل مع حكومة البخيت الاولى ، وأن الأمر لا يتعدى الإستشارة ، متسائلا عن دور باسم عوض الله في عمليات الخصخصة التي تمت في عهده ، ومتسائلا عن القوانين المؤقتة التي تعدت ال250 قانونا ما زالت مجالس النواب تعانيها للآن وكيف غيب الرئيس الأسبق عن الذاكرة عامدا أن كل القوانين تمت بالتنسيق بين عوض الله وبينه وكانت تطبخ تحت ذات لهب ولو لم يكن الأمر كذلك لما بقي في الحكومة شهرين قمريين . .
ولم يقل البرنامج في تلفزيون رؤيا ولا الضيف كيف أن البرلمان منح الثقة لحكومة ابو الراغب باكثر من 70 صوتا من 80 وما لبث أن انتهى به الأمر إلى الإقالة بدون سابق إنذار ، ولماذا ..
ويقول مراقبون بان رئيسا للحكومة أقاله عوض الله بعد خلافات بينهما ..
وتقول معطيات أخرى : أن أبو الراغب وقبل أن تتم إقالته طلب إجازة اوروبية ، ووفق له عليها من قبل القصر ، هي موافقة نقلها عوض الله نفسه ، ولكن ، ما أن حطت الطائرة به في بلد اسكندنافي حتى طلب منه العودة عاجلا ، وبعد أن عاد طلب منه تقديم استقالته ، وهي قضية ليست سرا وتحدث بها مطلعون وعلى ذات المستوى من مستوى رئيس حكومة سابق ، ويجيئنا دولته بعد كل هذه السنوات ليصنع من نفسه بطلا ويؤكد أنه كان صاحب قرار ، ولينتقد ويجادل ويطالب بدستور جديد ويتحدث عن الإصلاح وعن الديمقراطية وهو الذي وكما قلنا : ما زلنا نعاني من آثار قوانينه المؤقتة التي خصخصت كل الشركات الرابحة والخاسرة معا ، وبدل أن يتم التركيز على هذا الجانب أوحي إلينا وإلى المشاهدين أن البرنامج الذي استضاف أبو الراغب لم يكن إلا لتلميع الرجل ، ، ليس إلا ، وإلا فاين غابت كل هذه الملفات عن المشاهدين ..
يبقى شيئ آخر : كان فيصل الفايز يلتقي بالصحفيين في الديوان في إشارة على إقالة الرجل ، وهو نفسه اعترف في لقاء سابق مع الصحافة بأن ذلك كان إشارات على أمر ما ، فلماذا حمل على حكومة الفايز منذ إنشائها ، حتى إنه يقال : بأن أبو الراغب هو اذي أطاح بحكومة الفايز بالتنسيق مع المرحوم سعد خير ووزير عامل الآن في حكومة البخيت ..
يكفينا ضبابا يا دولة الرئيس ، فإننا شهدنا وشاهدنا ما يقال وما لا يقال ، ولا يجوز البتة أن تبدأ الآن من جديد ، فالأردنيون لن ينسوا أنك وعوض ألله من خصخصتم البلد ، وجاء البعض ليكملوا مشروعكم ، فأي ليبراليين جدد وبطيخ أصفر تتحدث عنهم يا دولة ابو حسن ..