أنقرة بين نووي الناتو وغاز موسكو
في كلمته أمام مؤتمر ميونخ للأمن، اكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان العلاقات بين موسكو وأنقرة جيدة جدا، رغم نقاط الخلاف بين البلدين.
واضاف الوزير ان "التواصل مع تركيا على مختلف المستويات مستمر كي يتم تنفيذ الاتفاقات".
تصريحات لافروف جاءت بعد مخاوف من تصدع التعاون والشراكة التركية الروسية في سوريا بشكل يفعل دورها في الناتو، مطيحًا بالمكاسب الكبيرة التي حققتها موسكو، والتي تنامت في اعقاب شراء تركيا لمنظومة "أس 400".
تصريحات لافروف تعد الاكثر قوة ومصداقية في التعبير عن التوجهات الإستراتيجية الروسية تجاه تركيا؛ فالروابط بين البلدين لا تقتصر على الملف السوري المعقد، بل على ملف الطاقة والغاز؛ إذ يمر في الاراضي التركية انبوب الغاز الجنوبي العابر للبحر الاسود نحو اليونان.
تتشابك المصالح الاقتصادية والسياسية الى حد لم يعد بالإمكان الفكاك منه دون دفع كلف باهظة، خصوصا من طرف روسيا التي تعتمد الى حد كبير على تركيا كنقطة ارتكاز في سياسته الاقتصادية والامنية، مهددة بذلك علاقة ومكانة تركيا في الناتو.
روسيا لا يمكنها التضحية بعلاقتها بتركيا بسهولة، ودون تبعات اقتصادية وامنية وسياسية، في المقابل فإن الدعوات إلى إنهاء عضوية تركيا من الناتو، وتقليص التعاون الامني والاستخباري معها، وسحب القنابل النووية التكتيكية (B60) ثبت عقمها في الطرف الاوروبي والامريكي اذا عادت الدعوات إلى دعم تركيا كنقطة ارتكاز وتوازن غرب آسيا والبحر الاسود خصوصا في سوريا.
تتعاظم اهمية انقرة لموسكو والناتو على صعيد واحد؛ ففضلًا عن أهميتها لدعم التوسع المضطرد في نشاط الناتو في العراق، ولتعزيز سياسته بعد تصاعد التوتر في الخليج العربي، وشرق المتوسط وغربه، فإن أهميتها لموسكو تتنامى في ليبيا والخليج العربي وأفغانستان مستقبلًا.
تجاذبات باتت تركيا مستفيدة منها، ومن حالة الاستقطاب المحمومة بعد التوترات الخطرة مع روسيا بحكم الامر الواقع؛ ما دفع بعض المسؤولين الامريكان إلى دعوة تركيا إلى استعادة مكانتها في الحلف، ودفع لافروف إلى تأكيد قوة العلاقة مع أنقرة، فرغم استياء دول الناتو وروسيا من انقرة، إلا أن أيًّا منهما لا يستطيع الاستغناء عن انقرة.
السبيل