اليونان : قتل السوريين وتجريدهم من ملابسهم
اوروبا لن ترضخ للابتزاز " .. عبارة قالها وزير الخارجية الفرنسي جان لودريان في معرض رده على تكدس عشرات آلاف اللاجئين السوريين على الحدود مع اليونان ، وما هي الا ساعات حتى ترجمت اليونان الرغبة الاوروبية في رفض الابتزاز من خلال اطلاق النار وقتل اللاجئين ومحاولة اغراقهم واعادتهم الى الجانب التركي من الحدود .
مشاهد الشباب السوريين الذين اعادهم حرس الحدود اليوناني بملابسهم الداخلية ، ومشاهد آثار السياط والعصي على ظهورهم وأذرعهم ، والكدمات على وجوههم وروؤسهم كانت اكثر من كافية لتعرية اوروبا بأكثر مما تمت به تعرية ملابس هؤلاء الهاربين من الموت الى الموت منذ تسع سنوات .
لا تنفك اوروبا تتحدث عن حقوق الانسان ، وتتدخل في تغيير المناهج التربوية للبلدان النامية " المسلمة " بدعوى التطوير والتحديث والعصرنة نظير حفنة يوروهات ، ولا تنفك تعقد الندوات والمؤتمرات عن حقوق الطفل والمرأة ،دون ان تنبس ببنت شفة عن مئات الاطفال المنطرحين مع امهاتهم على حدودها في العراء والبرد والصقيع والظلام .
إنه العالم المنافق المنتسب للإنسانية زورا وبهتانا ، اللاهث خلف انانيته على حساب الشعوب الفقيرة المست ضغفة المغلوبة على امرها ، ويكفي المرء نظرة واحدة الى تاريخ هذه المنطقة ليعيد اكتشاف حقيقة اوروبا التي " لن تخضع للابتزاز " والتي هي السبب المباشر للفقر والجهل والتخلف الذي تعانيه شعوبها ، بعد ان نهبت القارة " الشابة " آنذاك ثرواتها ومواردها عقودا طويلة ، وما السوريون الا مثل من عدة أمثلة بطعم العلقم تذوقها الاجداد والاحفاد وستتذوقها الاجيال القادمة ما لم تضرب تلك الاجيال رأسها بباب المغارة وتتحرر من " الانضباع " والهوان والاستعباد ، وهو ما يفعله السوريون الآن .
جى بي سي نيوز