التربية والتعليم تحت المجهر

تم نشره الجمعة 15 نيسان / أبريل 2011 12:02 صباحاً
التربية والتعليم تحت المجهر
عماد الطوال
 من منّا ينكر أنّ حديث المجتمع في وقتنا الحاضر بات يخصّ قضية التربية مقارنين قديمها بحديثها ذاكرين التجارب والخبرات السابقة والتطورات الحديثة، منطلقين من شعارات التربية والتعليم في أنحاء العالم جميعها، منظّرين أسباب تراجعها وتغييرها.
أعزو ذلك إلى التحديات المعاصرة التي تختبرها السياسة التربوية المعاصرة فهي تقف أمام واجب التغيير والتحسين لمواكبة العصر التربوي المتقدم أكاديمياً وتكنولوجياً وفي ظل مجتمع يمتاز بالإبداع الاقتصادي والمعرفي، إلى جانب أولياء الأمور ونظرتهم للتعليم وما يريدونهُ منهُ ومن أولادهم كمتلقين ومستهدفين في العملية التعليمية وهنا نجدهم -أولياء الأمور- يقفون عاجزين أمام (الثقافة والانفتاح) و (التعليم والتلقين).
ناكرين لطلبتنا حقّهم ونصيبهم من التكنولوجيا والعولمة فالمسئولون لا يختلفون هنا فقط بل هذا يشكل اختلاف الرؤى بين أفراد العملية التعليمية التعلمية الثقافية المنفتحة، ونشير هنا مركزين على متطلبات المعلم وحقهُ في الأمن الوظيفي والسلامة العامة، فهو عمود من أعمدة هذا النظام وكل نظام تربوي سابق وحاضر ولامع.
الهزّة الأرضية التي يعيشها التعليم تستنجد بالتكاثف الاجتماعي فالقضية باتت مسؤولية جماعية ولكل طرف دورٌ مرتبط بالآخر ينتظر موقفه ليبني ويسير لما بعدهُ.
من هنا كانت قضية (المدرسة المعاصرة) ومستقبلها تتطلب تفكيراً ووعياً مستمراً للسير بها قُدماً نحو الأفضل.
لا بدّ من نقد وتوجيه ملاحظات لشركاء العملية التربوية من جهةٍ المدرسة وكل من وما بداخلها ومن جهةٍ أخرى المجتمع المحلي صاحب التأثير الأعظم على سير القضية المؤسسية القائمة المحيطة بالطالب والمؤثرة إيجاباً وسلباً والباحثة والمستشرقة بمستقبل طلبتها، لنتذكر دائماً أنّ طلبة اليوم هم قادة المستقبل ونحن نريد ذلك المستقبل مختلفاً ومتطوراً ومبدعاً.
لكن الإبداع الحقيقي والمعرفة المعاصرة لا بدّ أن تكون إنسانية هنا تبرز قضية المساءلة عن الأمانة هنا تبرز قضية أنسنة التعليم هذه المهنة بالأخص تتطلب الأمانة والالتزام والانتماء والإيمان بالمبدأ والرسالة ومدى تأثيرها على المستقبل.
لنضع بين أعيننا أنّ الإبداع الحقيقي والمعرفة المعاصرة لا بدّ أن تكون خادمة للإنسانية فنحن هنا نسأل عن الأمانة، المدرسة هي تربية قبل أن تكون تعليم نحن هنا لا نسأل عن شعارات وإنما عن أمانة التطبيق وتطبيق الإبداع، فلم تعد المدرسة أرضية للتعليم الأكاديمي فقط من أجل الحصول على وظيفة في المستقبل وإنما هدفنا خلق إنسان يملك المعرفة والإبتداع والخلق السليم لمستقبل الوطن ومستقبل الطالب فهو كما ذكرنا باني المستقبل.
للنجاح في ذلك علينا أن نعلّم ونتابع أساسيات تولّد الانتماء، علينا أن نربي على حب العلم وحب الحياة وعلى إثارة النقد البناء، علينا أن نرّبي على تنمية القدرة على حل المشاكل والتفكير النقدي لبناء المستقبل.
سنواجه تحديات أهمها المتابعة والأمانة في زرع هذهِ المبادئ وقدرتنا والتزامنا نحن كتربويين والأهل كمجتمع محلي ومتلقٍ للعملية التعليمية، لكن الإصرار على جعل المستقبل أفضل سيكون الدافع الأمثل ثمّ مستقبل طلبتنا هو الهدف أولاً وآخراً.
ذلك لأن التعليم ليس مجرد خدمات وتنتظر المقابل بل هو محور أمن وأمان كل الأطراف من الفرد إلى المجتمع، وهو استثمار للعنصر البشري الذي بات أكثر العناصر عطاءً وقبولاً للتطور والتغيير والإبداع.
نحن في التربية نسعى إلى تكافؤ الفرص التعليمية، التحدي هنا مدى قدرتنا على نشر هذا التكافؤ، لا يكون ذلك إلا من خلال سياسة واضحة ومنهجية عمل فيها الاتحاد والعمل الجماعي المسؤول من كل الأطراف.
عندها نستطيع أن نطور مفاهيم العملية التعليمية وعناصرها، عندها نستطيع الانتقال من التعليم إلى التعلّم ومن الحفظ والتلقين إلى الخبرات والقدرات، عندها يبرز دور المعلم وهو إطلاق قدرات الفريق الذي يقود أبناء المدرسة إلى الجامعة.
لنشير هنا إلى أداة التعليم وهي المناهج التعليمية التي من واجبها أن تحقق التوازن بين أهداف التربية الروحية والنفسية والاجتماعية وتدرّبها على العمل والحياة وليس للشخص.
كل المساءلات حلّها يقع على عاتق النظام التربوي المعاصر الذي في يده قراءة الواقع وتحليله لبناء مستقبل الجيل المعاصر بأساليب وأنماط متنوعة.
إذن الكل مسؤول من الطالب والمعلم والمدرسة والمجتمع والمناهج والنظام، وعلى الكل أن يتطلع إلى متطلبات الآخر والعمل معاً للسيطرة على تلك الهزة في عالم التعليم خصوصاً في وطننا العربي، لنعمل على ذلك ومن هنا الانطلاق.


مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات