وماذا عن البلديات والأمانة؟
جيوش أخرى في الشارع، تُعقم وتلتقط القمامة، ونحن في البيوت، عمال وفنيون ورجال سلامة عامة، يقدمون أفضل ما لديهم في سبيل راحة المواطن والحيلولة دون وقوعنا في فخ الكارثة.
ليس لديهم تطبيق ذكي، بل لديهم قيادة تنفيذية عالية المستوى في أمانة عمان وفي وزارة البلديات وفي البلديات الموجود في الأطراف، هذا زمن كورونا coved19 الرهيب والمرعب، وليس لدى العمال أي معرفة طبية عن الفيروس. لكن لديهم حسّ وطني عالٍ.
لدى العمال إرادة وأوامر ينفذونها، ولديهم سبل رقابة فاعلة، وبهذا تحقق لنا نقل آلاف الأطنان من النفايات، وملايين الأمتار والمساحات التي تمّ تعقيمها، ولدينا الكثير من الانجاز المستتر الذي يدرك الأردنيون أنه يأتي في زمن صعب.
جيشنا الرديف، هو كل عامل في موقعه، وكل طبيب وممرض خلف الأضواء، وكل فني يعمل في شركة الكهرباء وكل مبرمج في شركة اتصالات وكل فني ومذيع في تلفزيون أردني، أو مراسل لفضائية عربية. هذا الجيش العريض هو الذي يخلق البقاء والصمود الأردني.
هؤلاء لا يكرمهم أحد، إلا الله، لأنهم يرون العمل عبادة، وحبا للوطن، الذي هم من أرضه ومن نسل أهله الطيبين، وها هم كما عهدهم الملك في الميدان يقيمون لنا مناخاً آمناً وحياة بعيدة عن الخوف، في سبيل البقاء الوطني والصمود.
يبقى الحديث دوماً عن الجيش العربي وعن انجاز الصحة والتعليم في أعلى المراتب، وهذه الثلاثية (تعليم وصحة وجيش بكل مؤسساته الأمنية والطبية) ويضاف لها قطاع الخدمات والتكنولوجيا، هي التي تصنع لنا الحاضر والمستقبل وتديم بقاء المجتمع محصناً من أي خطر.
لقد أبدع الأردنيون في تعامل مؤسساتهم العميقة التي وجدت في وطن لا يملك الكثير من الترف والثروات، لكن ثروته وحصيلته المخبأة للزمن الصعب، هي المورد البشري الفاعل المنتمي للوطن. وهو وطن لم يعتد إلا العبور من الأزمات، وفيه قيادة تعظم الإنسان وتعلي شأنه كهدف أساس للتقدم.
هناك في وزارة المياه وسلطة الكهرباء وشركات الأغذية والموانئ جيوش أخرى لا يتسع المجال لإنصافها بمقال أو بعبارات شكر، لكن حسبنا أنهم جنود مجهولون، فطوبى لهم أينما كانوا وأينما حطت رحالهم.
الدستور