معادلة أردنية حكيمة توازن بين احتياجات المواطن وحمايته من كورونا
المدينة نيوز :- تمكّن الاردن من ابتداع معادلة حكيمة ومتوازنة تبتغي حماية المواطن من أي انتشار لفيروس كورونا المستجد من جهة، وتلبي احتياجاته الاساسية من جهة أخرى، بعدما ساعدت التغذية الراجعة لقرار الحظر السابق، بضرورة فتح المجال أمام المواطنين لابتياع ما يلزمهم، مشيا على الاقدام من الساعة العاشرة صباحا وحتى السادسة مساءً.
وقد لاقى هذا ترحيبا واسعا من قبل المواطنين، واشادة عالمية فضلى بقدرة الدولة الاردنية على ادارة ملف كورونا بحكمة وبراعة، جعلت من الاردن نموذجا يجمع بين حقوق المواطنين ووقايتهم في الآن ذاته، وفقا لخبراء في الشؤون الاقتصادية.
مواطنون يعربون عن سعادتهم بالقرار، فهذا عبدو القادر، مؤلف موسيقي، يصف الانضباط في عملية شراء الاحتياجات الاساسية من اقرب "دكانة"، بـ "العالي جدا"، ويعبر عن امتنانه الكبير للحكومة التي ذهبت الى هذا القرار الذي يحفظ حقوق المواطنين الغذائية والصحية، مشيدا بالتعامل الانساني الرائع لكل الاجهزة المعنية المنتشرة في شوارع المملكة حفاظا على المواطن والوطن.
فيما تثمن آمنة شوربجي، فنية تفتيت حصى، القرار الذي قلل من وجهة نظرها الاختلاط بين الناس الى حد كبير، حماية لهم من أي انتشار لفيروس كورونا، مستدركة، بيد ان سكان بعض المناطق غير الحيوية والتي لا يوجد فيها دكاكين قريبة، ربما واجهوا بعض الصعوبات للحصول على مؤونتهم، الا ان الخير في بلدنا كبير والتضامن اكبر، والجيران لم يقصروا بحق بعضهم بعضا، في المساندة والدعم دون اختلاط. ويقول الخبير في الشؤون الاقتصادية حسام عايش: لا شك ان الحكومة وبقرارها فتح بعض المحال الحيوية في ساعات محددة، أوجدت معادلة تقلل الى حد كبير من انتشار الفيروس من جهة، وتسمح باستدامة الحياة الاقتصادية، ولو بشكل جزئي، دون أن يؤثر ذلك على استمرار الحياة العامة، وفقا لتعليمات وارشادات مشددة هدفها بالدرجة الاولى حماية المواطن.
ويضيف، هذا التصرف الحكيم من الدولة، سمح لبعض الفعاليات الاقتصادية بممارسة نشاطها، وان بشكل منضبط، وهو انضباط ضروري لمواجهة الفيروس، الامر الذي اوجد حركة اقتصادية وفق قواعد جديدة عمادها التنظيم الذي يجب البناء عليه، ليصبح فيما بعد انتهاء الازمة بحول الله، كنمط حياة مستمر.
ويؤكد عايش، أن الكرة الآن في ملعب المواطن، الذي سيقلل بالتزامه بالتعليمات الرسمية من فترة الحظر والحجر، وعودة الحياة الطبيعية بمساعدته وتعاونه، الأمر الذي سيعيد العجلة الاقتصادية الى سكتها الصحيحة، وتصبح كل القطاعات قادرة على الوفاء بالتزاماتها مع الموظفين لجهة دفع الرواتب وغيرها من متطلبات مالية كالتأمين الصحي والاجتماعي، لافتا الى أن ما يعيشه الاردن حاليا وهو جزء من عالم يكافح هذا الوباء، يعكس اروع حالة من التضامن الشعبي والرسمي كوحدة واحدة تتصدى بكل اوتيت من قوة لهذا الفيروس المستجد.
ويعرب عايش عن سعادته ككل الاردنيين بقدرة الدولة وكل اجهزتها على ادارة الازمة بحكمة وذكاء، وقدرتها الرهيبة والسريعة، كما يصفها، بتنفيذ خطة طوارئ يستلزم وضعها بالظروف العادية اشهرا وربما سنوات، مضيفا، على الحكومة ان تبني على ذلك نموذجا اردنيا مستداما لحل كل الملفات، وحري بنا أن نتخذ من تجربتنا الحالية قدوة عمادها النجاح الدائم، والمرونة والاستجابة الحكومية لمتطلبات المواطن والشارع، لنشكل معا دائرة واحدة من العمل المشترك، بغية حل كل مشاكلنا بالسرعة الممكنة ووفقا لإمكانياتنا المحدودة اعتمادا على الموارد البشرية والطاقات الاردنية الخلاقة، وعلى حالة الثقة الكبيرة بين الحكومة والمواطن.
ويستطرد، ربما يمكننا افتراض ان ما يواجهه الاردن اليوم، هو بمثابة تمرين استراتيجي لمواجهة كل الظروف والتحديات، لا سيما وان تعامل الاردن مع أزمة كورونا حظي بإشادة من منظمة الصحة العالمية وكثير من الدول، والتي ينتظر بعضها ماذا يفعل الاردن ليسير على هديه، متخذا منه النموذج الامثل لمواجهة هذا الفيروس سريع الانتشار، مؤكدا أن الاردن ربما كسب المعركة، أو كاد، عبر الروح المعنوية العالية واستثمار الطاقات الاردنية الكامنة التي قدمت للوطن في سياق هذه الأزمة الكثير وعلى قلب رجل واحد.
من جهته يؤكد الخبير الاقتصادي مفلح عقل أن لقرار فتح بعض المحال الحيوية ضمن ساعات محددة، أثرا ايجابيا على المواطن الذي قارب مخزونه من المواد الغذائية على النفاد على اثر قرار الحظر الذي سبقه، إذ ساعد هذا القرار في تلبية احتياجات الناس والمنتجين ايضا لجهة تصريف المنتوجات التي لا تحتمل التخزين أو التأجيل كالدواجن والبيض والحليب ومشتقاته، وقبل كل ذلك الخبز والدواء.
ويشير عقل الى الانضباط الكبير في حركة الناس والتزامها بالتعليمات الوقائية كارتداء القفازات والكمامات والحفاظ على مسافة الأمان بين بعضها بعضا، على الرغم من بعض التجاوزات القليلة جدا، والتي استُدركت لاحقا، وانضبطت، لا سيما وأن الضغط على "الدكاكين" ومحال بيع المواد الاساسية والصيدليات قد خف حكما، لأن الناس لا تذهب لكي تخزن المواد، بل لشراء حاجاتها الضرورية اولا، كما اتيحت طرق الشراء (اون لاين)، ما سهّل ايضا حصول المواطن على كل ما يحتاج.
يشار الى أن الحكومة كانت قد أعلنت عن فتح البقالات الصغيرة ومحلات المواد التموينية الاساسية ومحلات بيع الخضار والفواكه والمخابر والصيدليات ومحلات بيع المياه اعتبارا من 25 آذار الحالي، من الساعة العاشرة صباحا وحتى السادسة مساء وحتى اشعار آخر.
بترا - اخلاص القاضي