الإنسان أولاً والاقتصاد حياتنا
نهج الدولة الأردنية في التعامل مع أزمة العالم، تفشي فيروس كورونا المستجد يحتذى ويشار إليه بالبنان برغم محدودية الموارد الطبيعية، والتحديات الاقتصادية والمالية العابرة للحكومات، فالانحياز الى صحة المواطنين وضيوف المملكة كان ولا زال في المقدمة، فالبحث والتقصي اليومي لملاحقة الفيروس اللعين يؤكد ان الأردن فاز بقصب السبق في معالجة أزمة عالمية طاحنة، فدول كبرى أعلنت استسلامها أمام جائحة كورونا، وأخرى لم تستطع تحديد ماهية الأولويات..هل حماية الإنسان أولا او الاقتصاد كما يحدث في الولايات المتحدة الأمريكية؟!.
ومع كل يوم تتأخر فيه حكومات تلك الدول عن الإغلاق وحجز مناطق بغض النظر عن مساحاتها وتعداد سكانها ترتفع التكلفة البشرية والمادية يوما بعد آخر، بينما عمدت دول قليلة في مقدمتها الأردن الى شن هجوم معاكس على الفيروس الأشد انتشارا منذ عدة عقود، واستخدمت كل الإمكانيات المتاحة ولم تلتفت كثيرا الى الخسائر المالية والاقتصادية الآنية والمستقبلية، وبعزيمة القيادة والجيش العربي والأجهزة الأمنية واستجابة المواطنين فقد تم كبح جماح انتشار الفيروس وبإذن الله سيفرح الأردنيون قريبا بالانتهاء من هذه الأزمة، ونأمل ان تتعافى شعوب الأرض من هذه الأزمة الطاحنة.
الإنسان على رأس الأولويات، وفي نفس الاتجاه نتابع بثقة قرارات الحكومة ومعها القطاع الخاص، بهدف إعادة تشغيل الأنشطة الاقتصادية، وتم إدخال قطاعات حيوية للعمل عن بعد وكانت بمثابة عمل تجريبي مهم ساهم في تعزيز الثقة بالنفس لتحسين الأداء، ويؤهل جيل الشباب للانتقال الى الرقمنة واعتماد تقنية المعلومات والاتصالات بشكل أوسع وأكثر شمولا، فالإعلام التقليدي والحديث زاد من استخدامات الانترنت وأصبح عاملا رئيسيا في إدامة التواصل والاطلاع على التطورات أولا بأول، وكان الوزراء كما يحب المواطنين كل في موقعه وميدانيا يتابعون كل التفاصيل، أما وزيرا الصحة والإعلام فقد شكلا ثنائيا يحظى بكل التقدير والإعجاب واحترام الجميع، والاهم من ذلك هناك استماعهما لما يطرح من معلومات وأفكار.
خلال الأيام القادمة سنجد عودة للقطاعات الإنتاجية السلعية والخدمية بتسارع مدروس مع استمرار الجهود الوطنية للتضييق على الفيروس حتى نصل الى عودة حياتنا الطبيعية، ونأمل ان نرى الاقتصاد الوطني قد استعاد عافيته، فالحياة المتوازنة المحافظة على صحة الناس ومعيشتهم هي الطريق الأسلم لنا جميعا.
تجربة الأيام الفائتة كانت ممتازة برغم تسجيل خلل هنا او تجاوز هناك، فالريادة كانت للجيش العربي والأجهزة الأمنية الذين قاموا بمهماتهم بأريحية واحترام ونجحوا في تيسير تلبية احتياجات المواطنين، وفي نفس الاتجاه لم تسمح لأي كان التجاوز على القوانين ..هذه التجربة تدون بفخر للاستفادة منها في إدارة الأزمات.
الدستور