“فيفا” يضيء عتمة كرة القدم
يرى معنيون بشأن الرياضة، وتحديدا كرة القدم، أن اللعبة الأكثر شعبية في العالم ربما تخرج بشكل أفضل من أزمة فيروس كورونا، بعد أن توقفت عجلة الرياضة كحال مختلف مناحي الحياة، تحسبا من انتشار هذا الوباء القاتل.
يقول المدرب الإيطالي كارلو انشيلوتي عن الوضع الحالي: “نعيش أشياء لم نعتد عليها وستغير الكثير من عاداتنا”. ويضيف “الإيرادات من حقوق النقل التلفزيوني ستنخفض، سيتقاضى اللاعبون والمدربون مبالغ أقل. تكلفة التذاكر لحضور المباريات ستكون أقل. سيكون الاقتصاد مختلفا وسينعكس ذلك على كرة القدم بطبيعة الحال. ربما يكون الوضع أفضل”.
ومن جانبه، اعترف رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” جاني انفانتينو، بضرورة إحداث تغيير، وقال “نحتاج الى تقييم الأثر الاقتصادي العالمي، ولا نعرف متى يمكن للأمور أن تعود إلى طبيعتها؟”.
من المؤكد أن معظم اتحادات كرة القدم ستتأثر سلبا بما جرى، لأنها فقيرة، حالها حال أنديتها التي اضطرت مكرهة لتطبيق الاحتراف، بعد أن كانت تعيش في “نعيم الهواية”، وتدبر أمورها بعيدا عن عقود الرعاية والبث وغيرهما، كما ستتأثر الأندية الفقيرة، ومنها الأندية الأردنية التي لا يقوى بعضها حتى قبل “أزمة كورونا” على دفع المستحقات المترتبة عليه، بعد أن حدث خلل واضح وفادح في ميزان الإيرادات والنفقات، فاضطر بعضها إلى بيع أثاثه أو كتابة شيكات من دون رصيد، وما لبثت أن أشهرت “الراية البيضاء”.
كان ثمة من يسأل في ذروة “الجائحة”، وبعد أن أيقن الجميع بأن الحظر لن يكون قصير الأمد كما كان يعتقد، “أين الاتحاد الدولي لكرة القدم – فيفا- مما يجري؟”، وأيضا هناك من يسأل “أين اللجنة الأولمبية الدولية، وهل اقتصر دورها على تأجيل أولمبياد طوكيو 2020 إلى العام المقبل؟”.
الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أكد، الثلاثاء، أنه يعتزم تقديم “مساعدات” لكرة القدم العالمية بعد أن أغرق وباء فيروس كورونا الأندية والبطولات فى ركود مالي غير مسبوق، مؤكدا أن لديه 1.5 مليار دولار احتياطي، وأنه “يفكر في سبل مساعدة مجتمع كرة القدم العالمي”، وأن الشكل الذي ستتخذه هذه المساعدة “قيد الدراسة والمناقشة حاليا بالتعاون مع أعضاء الاتحاد والاتحادات المحلية والشركاء الآخرين”.
هذا الأمر كان بمثابة بصيص أمل، وشمعة أضاءت عتمة طريق الأندية والاتحادات الأهلية الفقيرة، بعد أن ساد الهلع والخوف نفوسها، سواء فيما يتعلق بإمكانية الإصابة بالفيروس، أو التضرر من آثاره الاقتصادية والاجتماعية.
الاتحاد الأردني لكرة القدم “وهو جزء من الجمعية العمومية للاتحاد الدولي لكرة القدم”، سيحظى بدعم من قبل “فيفا” أسوة بغيره، وهذا سينعكس إيجابا على الأندية التي قطع معظمها خطوط الاتصال مع اللاعبين، لأنه لا يقدر على تنفيذ مطالبهم ولا يملك إجابات عن أسئلتهم حاليا.. دعونا ننظر بتفاؤل للمستقبل، وننتظر الدعم الذي يمكن أن يقدم من “فيفا” قبل أن نفكر في احتمال إلغاء الدوري، لأن القرار سيكون خاطئا وكارثيا ولن يعالج الأضرار المتراكمة.
الغد