قبل أن تحدث المشكلات ، وتتوالد الأزمات ، وتتكاثر الزنقات !!
![قبل أن تحدث المشكلات ، وتتوالد الأزمات ، وتتكاثر الزنقات !! قبل أن تحدث المشكلات ، وتتوالد الأزمات ، وتتكاثر الزنقات !!](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/82099.jpg)
تقتضي الحكمة عند العقلاء أن يسارعوا في العمل دائما على معالجة أية مشكلة لحظة حدوثها وبأقصى سرعة ممكنة ؛ وقبل أن تتطور هذه المشكلة و يكبر قطرها و يتسع مداها ، والأهم من ذلك هو اللحاق بها والسيطرة عليها قبل أن تصبح فيما بعد (زنقـــــة)!!
إذ أنه ليس من الذكاء وليس من المنطق أبدا ؛ أن يظل المسؤولون والمعنيون في أمور الشعوب نائمين في العسل ينتظرون حدوث هذه (الزنقات) إلى أن تحدث !! ثم يقومون بعد ذلك بمحاولات يائسة في البحث عن حلول جذرية لها !!. فالمشكلة ياإخوان إن حدثت ولم يتم حلها مباشرة ؛ فإنه سيتولد بعدها حتما أزمات و ( زنقات ) أخرى ربما ستكون أكبر وأكثر تعقيدا من سابقتها . ومن المؤكد أنه سيليها فيما بعد (زنقات) أخرى أكبر وأكبر وهكذا... !!.
وبعد مرور قليل من الوقت سنجد أن هذه الزنقات والأزمات قد تجمعت سويا مع بعضها البعض ، ثم بدأت بالتزاوج والتوالد والتكاثر شيئا فشيئا ، وإنجاب المزيد والمزيد من الأزمات والزنقات الأخرى ، وحينئذ سيكون من الصعب جدا على المسؤولين لاحقا السيطرة عليها أو الحد منها مهما كانت المحاولات التي ستبذل منهم في سبيل مكافحتها .
وهذا سيؤدي في النهاية إلى أنه سيكون من الصعب جدا التقليل من آثارها ونتائجها على استقرار البلاد، والأهم من ذلك أنه سيكون من الصعب ايضا القدرة على امتصاص غضب العباد !! لأن الأمور في تلك الساعة تكون قد أصابها الفلتان وأعقبها الغليان !! (فمعظم النار من مستصغر الشرر)، والنار إن اشتعلت في مكان ما وانتشرت فيه ، فإنه سيكون من الإستحالة السيطرة عليها !! إلا بعد أن تكون قد أكلت الأخضر ،وبعد ان تكون قد قضت على اليابس ، وبعد أن تكون قد ألحقت الكثير من الخسائر والأضرار في الأرواح والممتلكات !!
ولما كان هذا أمر لانريده أن يحدث عندنا ولا في أي مكان آخر ، فإني آمل من كافة المسؤولين والمعنيين في مختلف المواقع ؛ الإنتباه الى هذه النقطة الهامة ، والعمل على معالجة الأمور بحكمة وتعقل وبصيرة قبل تفاقمها واستفحالها ، وقبل فوات الأوان ، وقبل أن نصل الى تلك اللحظة التي سوف لن يفيدنا فيها الندم ، والتي سنكون فيها بلا أدنى شك جميعنا نحن الخاسرون لاقدر الله.