شحادة ابو بقر يكتب : انضمام الأردن لمجلس التعاون.. نجاةٌ من كل الشرور!
من زمان قلنا ولن نمل القول، بأن المملكة العربية السعودية وسائر دول الخليج العربية الشقيقة دون ذكر الأسماء، هم الحليف الاستراتيجي الأول والأبرز والأهم والانقى للمملكة الأردنية الهاشمية، ولنا في ذلك وجهة نظر نجزم بأنها منطقية جداً!.
اليوم يتماهى المشهد السياسي في عالم العرب كله، وعلى نحو لا يترك فرصة للتردد، فالمنطقة تحترق تحت وطأة فعل خارجي لا نشك مطلقاً في وجوده خلف كل ما يجري، «مستثمراً» الوضع الذي آلت إليه الدول العربية جميعها، إذ غدت أشبه ما تكون بسلسلة من «أكوام القش» الجاهزة للاشتعال بمجرد استخدام عود ثقاب بسيط، بعد أن أعيا شعوبها الفقر والبطالة والفساد والظلم وغياب العدالة والاحتلال والانحياز الأميركي الغربي إلى جانب هذا الاحتلال، والقهر الناجم عن كل هذا وعن لظى حتى لقمة العيش وغير ذلك كثير لا مجال لاستعراضه.
نعم الاقطار العربية اليوم أشبه ما تكون بسلسلة أكوام قش جاهزة للاشتعال فوراً، ولا يحتاج مشعل الحرائق إلى كثير عناء مستغلاً جماهير الشعوب الناقمة على حكامها وعلى واقعها، الساخطة على كل شيء بعد عقود من الصبر تحت وطأة المعاناة الكبرى، وبالذات بين صفوف الشباب الذين يجري اليوم استغلال واستثمار نقمتهم وسخطهم في إشعال الحرائق في طول بلاد العرب وعرضها، لهدف واضح هو اسقاط النظام الرسمي العربي برمته، في مشهد يبدو منطقياً ومطلوباً من ناحية نظرية في ذهنية كل الباحثين عن الحرية والعدل والحياة الكريمة المستورة ولقمة العيش وثمن الدواء وكلفة تعليم البنت والولد في منطقة صار العيش فيها بستر وكرامة اشبه بالمستحيل، في ظل الأوضاع الراهنة، وعلى نحو يستفز مشاعر الجميع صوب التغيير مهما كان الثمن، ولست أخاله غير الثمن المكلف الذي يصب في مصلحة مشعل الحرائق الساعي إلى الهيمنة غير المكلفة مادياً وعسكرياً على بلاد العرب جميعاً من شمال افريقيا إلى باب المندب إلى الشرق الأوسط باسم الدين والاصلاح والقضاء على ما يسمى «اسرائيل»!، منتهزا حالة العجز العربي الراهن والمستفحل منذ عقود.
ذلك أمر يطول بحثه وتختلف فيه الآراء، وجوابي ان الايام بيننا وسنرى قريباً بشاعة المخطط ومدى انحيازه وبالكامل في غير صالح العرب ولعقود طويلة قادمة.. لا علينا، فالأردن اليوم ووسط هذا المشهد الخطير بأمس الحاجة إلى حليف استراتيجي يوفر له «النجاة» إن جاز التعبير من ظلم ونوايا ذلك المخطط الظالم الكبير، ولست أشك أبداً في أن هذا الحليف هو منظومة دول مجلس التعاون العربي الستة، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، وانضمام الأردن إلى هذا المجلس المحترم، كفيل بحل سائر ازماته الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وايجاد حليف عسكري استراتيجي قوي واسع المدى، خاصة وأن حالة التماثل السياسي والاجتماعي بين الأردن وتلك الدول الشقيقة، توفر البيئة العامة المناسبة جداً للانسجام التام بين الجميع، مثلما يقدم انضمام الأردن الموجود جغرافيا واجتماعيا وإداريا على حافة الخليج العربي الى هذه المنظومة العربية، اضافة نوعية فائقة لمصلحة الجميع.
أدعو صادقاً ومخلصاً بإذن الله، إلى التفكير الجاد كما دعوت في مقالين سابقين قبل اسبوع وقبل عامين، إلى التفكير الجاد والسريع في التقدم بطلب رسمي لانضمام الأردن إلى دول مجلس التعاون الخليجي، لتفويت الفرصة على المخطط الظالم من جهة، ولقطع الطريق على النوايا الصهيونية الخبيثة من جهة، وللشروع المتدرج في حل مشكلات الأردن اجتماعياً واقتصادياً من جهة ثالثة.
وأجزم ان الأردن لو كان بادر في وقت مبكر بخطوة كبرى جريئة ومطلوبة كهذه، لكان حالنا اليوم أفضل، ولكنا مطمئنين وإلى أبعد حد على حاضرنا ومستقبلنا، ولأعاد اصحاب المخطط الظالم غير العربي حساباتهم سواء اتجاهنا او حتى اتجاه دول الخليج الشقيقة!، ولست أخال مخططاً كهذا يخفى إلا على الجهلة او الضالعين في تنفيذه ظناً خاطئاً منهم أن فيه خدمة لهم!، ولا حول ولا قوة إلا بالله، فالمخطط لن يبقى ولن يذر، وليس لـ «الدين» في فصوله وجود وإنما هو يلبس لبوس الدين أملاً في بلوغ غاية قومية عرقية بامتياز!، على حساب القومية العربية والعرق العربي برمته.