ما بعد كورونا
التعلم هو من الأزمات، هو الأهم. ولكن ما يمكننا أن نكتشف من أزمة عالمية، وهنا لا بد من إيراد بعض الحقائق التي جعلها فايروس كورونا شاخصة أمامنا. وهي:
(1)
التعليم لن يعود كما كان، سوف نكتشف أننا بحاجة لطرائق جديدة غير تقليدية، وان المهارات لدى أعضاء هيئة التدريس في الجامعات والمدارس قليلة، وان هناك نفر لا يعترف بالتكنولوجيا، والبعض لا يحمل موبايل ولا يمك حسابا الكترونيا ولا يتعامل بالايميل، وهؤلاء من كبار السن. الذين يحتم وضعهم اليوم ان يدخلوا في دورات تدريب وتعليم، للحفاظ عليهم وعلى خبراتهم ومن يرفض عليه الاستقالة. وهناك عقليات لا تقر أي مبدأ في التعليم والتقييم غير الحضور المباشر للطالب، مع أن التجربة تثبت كل يوم نجاح التعليم وامكانية التقييم عن بعد.
(2)
الحديث عن عودة الجامعات والمدارس مبكر، هناك رغبة بعودة قطاعات عمالية صغيرة لا تحدث ضغطاً، وهذا أمر طبيعي متعلق بالحياة والعيش، وفي حالات الضرورة ربما يكون هناك امتحان نهائي في الجامعات من مئة كما في جامعات كبيرة وكثيرة، واما المدارس فلدى وزارة التربية خيارات عديدة مطروحة لم تسرب للآن. ولكن التجربة كشفت عن نجاح التعلم الالكتروني وقدرات هائلة لقطاع التكنولوجيا في الدولة.
(3)
وزارة الاقتصاد والريادة تستحق الشكر، وتعمل بصمت، ولها يعزى نجاح الكثير من الأمور ، والأزمة كشفت عن بنية صلبة وخبرات كبيرة في قطاع التكنولوجيا وقطاع الصحة، صحيح أن هناك تعليقات ورسائل توجه للوزير مثنى غرايبه حين يشعر الناس أن الانترنت بطيء لكن الوضع العام يظل تحت السيطرة. والفرصة هنا يجب ان تكون لتوجيه الشكر لجيش الأطباء والممرضين.
(4)
الأزمة أعادت للأردنيين ثقتهم بمؤسسات الدولة، وحكومة الدكتور الرزاز تلقت جرعة مكثفة من الخبرة والمعرفة التي يحتاجها خبراء التكنوقراط فيها، وبات جليا أن الامر ليس بالشهادات بل بالخبرة ببنية المجتمع وهي الأهم. ولا يمكن فهم مجتمع وتوقع استجابته دون فهم بنيته العامة وطبيعة تشكل هويته وأنماط إنتاجه.
(5)
ستحدث الأزمة نتائج تغيرية بنيوية كما حدث عام 1929 وسوف يتغير التعليم والصحافة والنقل والتقاليد الاجتماعية، وموضوعات البحث العلمي، فنحن امام تطور مخيف ولكن البعض يصر على أنه لا يراه، وسيكون لعامل القيادة في المؤسسات والتعامل مع الدولة وسياساتها بايجابية نظرة تقييم كبيرة. كذلك ستعيد الدولة تقيمها للإعلام وستتخلص من السبل التقليدية.
الدستور