الجزائر : نور الدين بوكروح وافطار رمضان

تم نشره الثلاثاء 14 نيسان / أبريل 2020 11:48 مساءً
الجزائر : نور الدين بوكروح وافطار رمضان
الدكتور بومقورة زين الدين

كم خاب ظني بمن اهديته ثقتي

فاجبرتني على هجرانه التهم

كم صرت جسرا لمن أحببته فمشى

على ضلوعي وكم زلت به قدم.

فداس قلبي وكان القلب منزله

فما وفائي لخل ما له قيم

لا الياس ثوبي ولا الاحزان تكسرني

جرحي عنيد بلسع النار يلتئم

اشرب دموعك واجرع مرها عسلا

يغزو الشموع حريق وهي تبتسم

والجم همومك واسرج ظهرها فرسا.

وانهض كسيف اذا الانصال تلتحم.

عدالة الأرض مذ خلقت مزيفة،

والعدل في الأرض لا عدل ولا ذمم

بعد قراءتنا لمقالة نور الدين بوكروح وذلك بعد أن تصفحنا أخبارا ظنناها خاطئة وتصطاد في المياه العكرة بأنه يدعو إلى افطار شهر رمضان احترازا من مرض كورونا، وجدنا أن ما جاء به المقال أخطر من الدعوة إلى افطار شهر رمضان هذه السنة.

فلم نجد غير كلمات الشاعر الكبير كريم العراقي لنعاتب بها ونلوم بها انسانا ظنناه يوما مفتاح خير لوطننا الجزائر واذا به يسقينا سما على دفعات.

فالمقال يهاجم الإسلام في صميمه ويختلق تقسيمات مذهبية وفلسفية وحتى صراعات هي في الأصل غير موجودة بين صحابة الرسول عليه الصلاة والسلام.

اختلاف سيدنا عمر وسيدنا ابو عبيدة لم يكن اختلافا عقائديا وإنما كان اختلافا تقديريا لامور حياتية وسيدنا عمر باعتباره الخليفة ورأى بالدليل المادي وهو خسارة ٢٥٠٠٠ جندي أن يتجنب المدينة ويفر من قدر الله إلى قدره.

وما يؤكد ذلك هو معركة بدر حين أشار الحباب بن المنذر على الرسول صلى الله عليه وسلم قائلا:"يا رسول الله أرأيت هذا المنزل،امنزلا انزلكه الله ،ليس لنا أن نتقدمه ولا نتاخر عنه،ام هو الرأي والحرب والمكيدة؟ قال صل الله عليه وسلم:بل هو الرأي والحرب والمكيدة. فقال: يا رسول الله فإن هذا ليس بمنزل، فإنهض بالناس حتى نأتي أدنى ماء من القوم فننزله ثم نغور ماوراءه من القلب،ثم نبني عليه حوضا فنملؤه ماء،ثم نقاتل القوم فنشرب ولا يشربون.

فقال صل الله عليه وسلم : لقد أشرت بالرأي".

فكان هذا التصرف من اسباب النصر.

فسيدنا عمر اقتدى بالرسول فشاور وبعد ذلك قرر ماراه الاصلح .

اما فيما يخص صراع الخلافة بعد مقتل سيدنا عثمان ،فحقا سيدنا علي هو عماد من أعمدة الدين الإسلامي ورجل لن تنجب الأمة مثله ولكن معاوية لم يكن رجل دين أو داعية مذهب أو فكر بقدر ماكان داهية حكم وسياسة.

والتاريخ يثبت لنا دائما أن الصلاح ودعاة الحق دائما ما كانوا ممتحنين ومستضعفين.

معاوية انتصر بالمكر والحنكة السياسية وليس بالحق ولا المرجعية الدينية من القرآن والسنة لذلك لا يمكن لنور الدين بوكروح نسب انتصار معاوية إلى الدعم الديني من سيدنا ابو هريرة.

اما فيما يخص المذاهب الأربعة من حنبلية وحنفية وشافعية ومالكية فلم تكن يوما مذاهب اتكالية .

بل هي مذاهب تدعوا إلى استعمال العقل واستغلال الفكر والعمل على الابتكار والتطوير والنهوض بالحضارة الإسلامية أولا والإنسانية جمعاء ثانيا.

وهي مذاهب في الغالب متقبلة للاخر ولكنها محددة لنظام الحياة ونظام التعامل بين البشر من مسلمين وغير المسلمين وفق منهاج ورثناه عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وما اختلافاتهم إلا رحمة من رب العباد.

وهذا راجع لاختلاف الفهم أو المرجع من الصحابة والرسول صلى الله عليه وسلم.

محاولة إلصاق التخلف بالإسلام هو أكبر خطر على الأمة الإسلامية بل على الإنسانية جمعاء لان الشريعة الإسلامية هي الطريق السليم والصحيح لانها الشريعة الأكثر موازنة بين الدنيا والدين.

كل الشر الذي يريد يلصقه نور الدين بوكروح بالإسلام هو شر ناتج عن تصرفات من استغلوا الإسلام لاغراضهم الشخصية من ملوك وزعماء وحتى رجال دين.

وهو شر الصقه أعداء الإسلام بالإسلام ليحاربوه ويحققوا أهدافهم باستعمارنا سابقا واستغلالنا حاليا.

والانتصارات التي تنسب إلى المسلمين هي انتصارات يوم كان الإسلام منهج حياة وطريق خير في الدنيا والآخرة.

كذلك الكثير من أعمدة الحضارة الغربية الان هم مسلمون.

والكثير من مغتصبي حقوق الشعوب من حرية وعدل ومساواة هم عقلانيون بلا دين ولا ملة.

هذا الغرب الذي يريد نور الدين بوكروح أن يقدمه لنا على أنه العسل وجنة النعيم يذكرنا مباشرة بملايين ضحايا الحربين العالميتين.

يذكرنا بغزو العراق وملايين الأطفال العراقيين الذين عانوا أكثر من عشر سنين من الحصار.

يذكرنا بالحرب السورية.

يذكرنا بالقضاء على حلم الدولة الفلسطينية.

نور الدين بوكروح بقدر ما احترمناك يوم كنت رئيسا لحزب التجديد الجزائري وكنا نحترم رايك لإيجاد حلول للأزمة الجزائرية يومها،بقدر ما ندعوك لإعادة قراءة التاريخ الإسلامي مرات أخرى بعين الحياد.

الدين الإسلامي دين وسطي يدعو إلى الخير.

الخير الدنيوي أولا اما الاخرة فلا يعلم أجرها إلا الله.

المدينة نيوز 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات