أول الغيث المطالبة بطرد الصهاينة من مصر الثورة
خبر مر بشكل سريع عبر محطات فضائية عربيه وأجنبيه ناطقة بالعربيه ، الخبر مرّ مرور الكرام حتى ان بعض هذه المحطات لم تكرره في نشراتها اللاحقة ، والذي يؤكد ان مئات المصريين تظاهروا أمام قنصلية العدو الإسرائيلي الصهيوني في القاهرة يطالب منظموها برحيل الصهاينة وقطع العلاقات مع الكيان الإسرائيلي وإلغاء الإتفاقيات المبرمة مع الصهاينه ، وطالب المتظاهرون الثورة المصرية دعم الفلسطينيين في فلسطين عامة وفي قطاع غزة المحاصر إسرائيليا خاصة .
بالطبع ليست المرة الأولى التي يطالب فيها شباب الثورة المصرية بإعادة النظر في العلاقات المصرية ـ الإسرائيلية الحميمية بين النظام المصري السابق والصهاينة بالرعم من الأعمال الإجرامية التي قامت بها العصابات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة وفي قطاع غزة المحاصر ، وما ارتكبه الصهاينة من حروب مدمرة على الشعب اللبناني والإعتداءات المتواصلة ضد الفلسطينيين خارج فلسطين من إغتيالات لقيادات فلسطينية في البلاد العربية والعالم كل هذه الأعمال الإجرامية اللاإنسانية التي ترتكبها قوات العدو الإسرائيلي امام نظر وسمع النظام المصري السابق دون ان يحرك الرئيس السابق حسني مبارك وحزبه المسمى بالوطني الحاكم او حكوماته التلاحقة حتى وصل بهذا النظام العميل للعدو الإسرائيلي والسائر في فلك امريكا والغرب المعادي للعرب والمسلمين على حد سواء الى عدم الإحتجاج او الشجب والإستنكار لما يقوم به ما يسمى بجيش الدفاع الإسرائيلي الذي أكد انه ليس سوى جيش للقتل والتدمير وإبادة الفلسطينيين دون تمييز بين الأطفال والنساء والشيوخ فكل مايسعى اليه الصهاينة هو إبادة كل ما هو فلسطيني أو من يتضامن معهم ساء كان عربيا ام متضامنين عالميين .
النظام المصري السابق ساهم مساهمة فاعلة بتهميش القضية الفلسطينية كما ساهم في دفع عدد من الأنظمة العربية وانظمة عالمية أخرى تسعى من أجل الحصول على رضى الإدارات الأمريكية المتتابعة ، وكما هو معروف فإن النظام المصري السابق عمل بكل جهد مستطاع من أجل ضرب الوحدة الوطنية الفلسطينية من خلال فرض شروطها المجحفة بحق الفلسطينيين في قطاع غزة الذي يعاني ابناءه من الحصار المضروب عليه منذ أكثر من خمس سنوات ، وبدل ان يحاول كبار المسؤولين المتنفذين في نظام مبارك من السعي لتخفيف معاناة أهل غزة من خلال فتح بوابة رفح الحدودية مع قطاع غزة عملت هذه السلطات على فرض المزيد من الحصار على القطاع وبأساليب متنوعة ومبتكره مثل فتح المياه على الأنفاق التي تستخدم من أجل إيصال المواد الغذائية والطبية والوقود وبعض مواد البناء الضرورية وغيرها من إحتيجات أهل القطاع الضرورية حتى وصل الأمر الى إقامة جدار فولاذي على الحدود يفصل بين قطاع غزة والأراضي المصرية امام كل هذه التعقيدات والإجراءات التي اعتمدها نظام مبارك لحماية الكيان الإسرائيلي الصهيوني والإستجابة لأومر أمريكا وإسرائيل .
نعم أمام هذا الخنوع المصري لأعداء الأمة لم يكن من السهل أن يتوقع الفلسطينيون والعرب والمسلمين إحداث أي تغيير يذكر في ظل نظام مبارك ، ولكن الجميع توقعوا لابل أكدوا ان ثوار مصر بالتأكيد سيعملون على تغير سياسة الخنوع والإذعان لأعداء الأمتين العربية والإسلامية وفي المقدمة القضية الفلسطينية التي قدم الشعب المصري الشهداء فوق الساحات القتالية المختلفة منذ الأربعينات من القرن السابق وحتى توقيع اتفاقية الذل والعار التي سعى اليها ووقعها الرئيس المصري الأسبق الذي انقلب على سياسة مصر العربية التي انتهجها المصريون في عهد ثورة 23تموز من عام 1952م بزعامة الرئيس المصري جمال عبد الناصر توقعوا تغييرا في سياسة مصر الثورة من القضية العربية المركزية - فلسطين – ولكن هذا التغيير لن يكون جذريا او سريعا لأسباب عديدة موضوعية تتعلق بضرورات انجاز المهام الكبرى الرئيسة في الواقع المصري، وتصفية ارث النظام السابق. ولكن الطبيعي ان نتوقع تحولا حقيقيا متدرجا من قضايا حاسمة مثل (الوحدة الوطنية الفلسطينية والحصار المجرم المفروض على أهل قطاع غزة)، وما التحرك المتواضع الذي ا:د تجمع المئات من سباب الثورة المصرية بالتظاهر امام القنصلية " الإسرائيلية " في القاهرة للمطالبه بطرد السفارة الإسرائيلية من مصر وإلغاء معاهدة الصلح "المصرية ـ الإسرائيلية " .
إن مثل هذا التحرك يوؤكد ان الثورة المصرية كانت متحمسة في خطوة التوجه العربي لمجلس الأمن الدولي حيال الوضع في قطاع غزة،
وطلب إنهاء الحصار الجائر على قطاع غزة ، ولايقتصر هذا الحماس على مطالبة مجلس الأمن بل وصل الى تحذير المحتلين من ارتكابها حماقة جديده بالعدوان على الفلسطينيين ، امام هذا التحول المصري بشأن القضية الفلسطينية لايسعنا إلانشكر شباب الثورة المصرية ونؤكد للجميع ان أول الغيث قطرة .