بذوب الثلج وببان اللي تحته !!!
بعد كل ازمة لا بد وان يتم تشكيل فريق متخصص لتقييم الاداء وتحديد مواقع القصور والخلل ليتم معالجتها ، ومواضع القوة ليتم تقويتها وتطويرها ، فالثلج الذي ينزل من السماء هو برد وسلام، ويتحول فيما بعد الى ماء يروي الارض ويملأ الانهار والسدود والوديان ، لكن ذلك يحتاج الى كثير من التدابير والاجراءات والتحضيرات للاستفادة من ذلك ، حتى لا ينعكس ذلك سلبياً .
كثير من الأحيان يكون الإنسان او المسؤول هو من يشكل خطراً على بيئته التي يعيش معها او مسؤول عنها ، والعبث في الجوهر يفسد الأمر ، فالثلج ايضاً يسقط على اسطح المنازل والطرقات وفي كل مكان ويشكل السيول الجارفة .
وازمة وباء الكورونا وانتشاره بشكل واسع من دولة الى اخرى وما سببه من فتك بالأرواح كان نتيجة عبث الانسان ، بالمقابل مواجهة هذا الوباء يحتاج الى وعي المواطن لطرق انتشاره وطرق الوقاية منه وقاية ذاتية فردية او جماعية كما حددتها الجهات المعنية .
فهو اصبح بمثابة القاتل الصامت ، حتى ان الهواء ايضاً يتلوث ويؤثر على الجهاز التنفسي كما حصل في بعض الدول التي لا تستغني عن المكيفات مما ساعد في انتشاره ، اي ان الثلج لا يتشكل في الهواء النظيف للغاية ، ورقاقات الثلج تصبح كالمرايا التي يعكس كل منها الضوء على الأخرى بصورة متبادلة والتي يجب ان تعطي اللون الابيض.
ولقد شاهدنا كثير من التجاوزات التي أضرت بالمصلحة الوطنية قبل كل شيء ، وكيف كان هناك متنفعين ظاهرياً او باطنياً ، والمواطنون بوعيهم مدركون لسياسات التسويق والتنفع من هذه الازمة الوبائية ، وكيف تحول الوضع من كورونا الصحة الى كورونا الاقتصاد الى كورونا الفساد ، والاستفادة بشكل او بآخر يعطي للمتصيدين بالماء العكر مادة للحديث .
لذلك لا بد من تشكيل فريق رسمي حكومي ومن القطاعات الخاصة المختلفة ، لإعادة تقييم كافة الاجراءات التي تم اتخاذها اثناء الازمة ، والتعرف على نقاط الخلل لتصويبه .
فلقد اصبح الوباء عالمياً ومن الممكن ان يتجدد بصورة اخرى وبشكل آخر ، وله انعكاسات اقتصادية واجتماعية تؤثر بشكل مباشر على سوق العمل والصناعة والتجارة ، وتؤثر على ارتفاع نسب البطالة والفقر ، كذلك انعكاساتها على ارتفاع مستوى الجريمة بأشكالها وأنواعها .
والسوق السوداء اصبحت تجارة مربحة لدى الكثيرين كما شاهدنا تجارة الدخان وغيرها ، لذلك يقتضي الامر اخذ ذلك بعين الاعتبار لوضع استراتيجية وطنية لمعالجة الثغرات كافة .
اددستور