كورونا والعرب .. و" الحمامة "
اذا كان من فوائد لتجربة كورونا فانها كبيرة بلا ريب لا تبدأ بانتباه الدول الى انظمتها الطبية ولا تنتهي بالحاجة الى القدرات الذاتية والاكتفاء الذاتي .
راينا ترامب يعرض على مختبر ألماني مبالغ طائلة نظير تصنيع لقاح خاص لامريكا ، ورأينا انهيارا في التزامات دول الاتحاد الاوروبي تجاه بعضها البعض ، بينما رأينا بعض الدول النامية يجتاحها الوباء بصمت لانه لا اجهزة فحص لديها ولا ادارة اصلا ولا ادنى درجات الاستعداد .
اذا كانت الدول المتقدمة غير مستعدة للجائحة كما رأينا ، فإن امكانياتها وقدراتها التصنيعية والعلمية كانت كفيلة بالتصدي للاحتياجات ، وها هي الولايات المتحدة باتت الدولة الاولى في تصنيع اجهزة التنفس في العالم ، ولا يقاس الخلل في انظمتها الطبية غير المستعدة للجائحة بالخلل لدى غيرها ومنها بالطبع اغلب بلادنا العربية .
كل دول العالم المتقدم علميا تجري تجارب على لقاح الفايروس ليس بدءاً من الولايات المتحدة ولا مرورا وانتهاء بكوريا الجنوبية واليابان والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وغيرها ، بينما رأينا الدول المتخلفة تفتح أفواهها للذباب ، انتظارا لما ستتفتق عنه قرائح العلماء " الأجانب " سواء من عقار او لقاح أو أي شيء .
اغلب دول العالم تسير الى الامام في كل شيء باستثنائنا ، نحن العرب ، ففي زمن المسابر الفضائية لا زلنا نعيش في عصر عباس بن فرناس ، مع تقديرنا لتجربته في زمنه ، نحاول الطيران بإلصاق الريش على اجسادنا بصمغ الشجر دون ان نفهم او حتى نحاول ان نفهم ان من يتخلف عن ركب العلم في كل مجالاته انغماسا وابتكارا واكتشافا وليس تقليدا ستدوسه الأقدام ، ودون أن نعي بأن الدول المتقدمة تمكنت من التحليق بعد ان ادركت بان السؤال الصحيح ليس : كيف تطير الحمامة ، ولكن لماذا تطير !.
جى بي سي نيوز