صناعة أزمة الوعي !!!
الوعي شعور يعتمد على المعطيات المعرفية الخاصة بكل شخص ورؤيته وتحليله وتقييمه لأي أمر، وهو انعكاس شمولي للمنظومة العملية والحياتية التي يعيشها الانسان، فأي سلوك او نهج يتبعه تكون نتائجه مبنية على درجة ومساحة الوعي المختزن لديه، ليحقق التوازن بين سلوكياته سواء كانت سلباً او ايجاباً حسب قلتها او غزارتها.
لذلك فان هناك دوماً مقومات للارتقاء بالوعي التي تعتمد على الفهم والإدراك المعرفية والواجب الوطني والمسؤولية الأخلاقية والمجتمعية، وما سيؤثر ذلك على درجة الوعي النفسي لدى الآخرين وهذه الدلالات تترجم بقوله عليه الصلاة والسلام ( ان هذه القلوب أوعية فخيرها أوعاها ).
وبالتالي هناك مسؤولية أخلاقية ووطنية على الطبقة الواعية في هذا الوطن والتي تحتفظ بمخزون من الافكار والمفاهيم، وترجمتها بحراك اجتماعي حياتي متكامل ليرسم وعياً ونهجاً سليماً صحيحاً للمواطن يكون اثره ايجابياً، قال تعالى ( قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة ) يوسف، وقال تعالى ( قال بصرت بما لم يبصروا به ) طه.
وهذه السلوكيات وطرق التوعية تؤسس لصناعة وترشيد وتثبيت أركان الوعي المبني على البينات، فعلينا جميعاً مسؤولية توعية المواطنين من أي خطر محدق مهما كان نوعه فيروسي او غيره، ودلالاته وابعاده وانعكاساته في حالة عدم الالتزام بالقرارات والارشادات الصادرة عن الجهات المعنية.
فهناك من يخطئ في تصرفاته وسلوكياته ونتيجة عدم وعيه او محدودية قدراته العقلية، وعدم قدرته على تشخيص الحالة بشكل صحيح او نتيجة قلق نفسي ليخلق تأزماً لصحته وواقعه الحياتي.
وهذا ما يقودنا الى صناعة أزمة الوعي التي يلجأ اليها اعداء الوطن، في اثارة الهلع في نفوس المواطنين مما يجعلهم يتصرفون بشكل هستيري، ولنجد بعض المولات والسوبرماركتات خاوية من المواد التموينية بقصد تجاري، والصيدليات خاوية من المعقمات والادوية الطبية بقصد تجاري، والسوق السوداء تثبت حضورها لاستغلال المواطنين وغيرها من الممارسات على المواطنين خاصة من انعدام الدخل المالي المتأتي اليه من عمله ومصلحته، وما ترتب عليها من شروط للاستفادة من اي تعويض خاصة بذلك وغيرها الكثير، ليكون التأثير سلبي على الاقتصاد وعلى المواطن نفسه وعلى امن المجتمع والوطن.
فأزمة الوعي تحيد المواطن عن مساره السليم، أي ان هناك متغير فكري بسبب الجهل بالتصرف السليم او كيفية ادراة الازمة يخلق ازمة مجتمعية ووطنية، فمصاب فيروسي واحد لمواطن من الممكن ان يسبب العديد من الاصابات في العديد من الاماكن والمناطق لتنتقل بكل سهولة من شخص الى آخر بسبب المخالطة دون علم او دراية، وهذا خطر على المجتمع وعلى الوطن وعلى أمنه واستقراره.
الدستور