ضم الضفة .. يا ابوات السلطة .. عيرونا سكوتكم
في الوقت الذي يعلن فيه رئيس السلطة الفلسطينية وقف التنسيق الامني والاتفاقات الموقعة مع الكيان ، يكتشف الفلسطينيون انهزامية هذه السلطة وهزالة موقفها وعدم جديته بالمطلق من خلال ما تداعى من صور ومن تعليقات ومواقف على خطوة الضم المرتقبة :
ففي الوقت الذي كان فيه الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة وفي الشتات يغلي حنقا وغضبا ، يتم في رام الله توزيع الادوار بين من يقوم بالتصعيد مع الكيان ومع واشنطن باسلوب : " على عينك يا تاجر " وبين من يستدعي الصحافة الاسرائيلية ليتحدث اليها عن اجراءات السلطة المرتقبة ليظهر للعيان مشهد استخذائي معيب لسلطة سبق وأن ضربها الكيان الغاصب " بالشلاليط " منذ ضربت هي شعبها " بالحذاء" ووقعت على اتفاقية النرويج سرا وتحت جنح الظلام ، بينما كان المرحوم حيدر عبد الشافي ومن معه يعتقد أنه يقوم بمفاوضات حقيقية في امريكا .
والذي استمع الى ما قاله امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات - لاحظوا لقبه الوظيفي - والذي كان سابقا يدعى : " كبير المفاوضين الفلسطينيين ( هذا اللقب كما ترون يعني انه هو من قاد قطار التنازلات عبر سني التفاوض ) .. اقول : الذي استمع اليه عقب تصريح عباس عن وقف التنسيق والتحلل من الاتفاقيات الموقعة يدرك - بما لا يدع مجالا للشك - بان هناك توزيع ادوار وفق قرار تم اتخاذه على المستوى القيادي يقضي بان يصعد البعض ، وعريقات منهم ، بينما يطمئن البعض الآخر الولايات المتحدة والكيان العبري على انه لن يحدث شيء البتة ولن يقلب احد الطاولة .
قلنا في مقالات سابقة بان الذي وقع اوسلو هو الذي دمر القضية الفلسطينية وبأن رجالات السلطة بمختلف مسمياتهم ومواقعهم والقابهم وخاصة " أبوات فلان و ابوات علنتان لم يكونوا يوما الا مطايا للاحتلال باستثناء من نهرته الوطنية من احرار فتح فرفض الانسياق فتم زجه بالسجن عن طريق اسرائيل لكي تنطلي الحيلة ، وقلنا بأن توقيع اوسلو والموافقة على ان تكون قضايا القدس واللاجئين والحدود والامن والمستوطنات ضمن مفاوضات الحل النهائي ليس سوى تنازل عن هذه القضايا التي هي لب القضية وجوهرها .
وللتدليل على توزيع الادوار بين متشدد وغير متشدد ، وبعد ان رأينا عصبية عريقات وجديته المصطنعة ، راينا وسمعنا في المقابل وزير التنمية الفلسطيني احمد مجدلاني يجيب صحفيا اسرائيليا سأله : " هل الانسحاب من الاتفاقيات سيؤدي الى انتفاضة شعبية او مسلحة " ، فأجاب وزير تنمية السلطة : " ان االقرارات الاسرائيلية الاخيرة لن تجرنا الى الفوضى اوتخريب بلدنا " !
اي ان السلطة التي يمثلها هذا الوزير تبعث برسائل تطمين للاحتلال قبل الاعلان عن الضم رسميا بانه : لن يكون هناك حتى انتفاضة شعبية لأنها " تخريب للبلد " .
ايها ا لمنافقون : كفوا السنتكم عن القول انكم الغيتم الاتفاقيات فإن الكيان هو الذي الغاها مقابل ان تصبحوا سلطة مدجنة ، كما و أعيرونا سكوتكم وتوقفوا عن النواح والعويل لان كل دموع تماسيح الارض ومحيطاتها لن تغسل خطاياكم وما فعلتموه بهذا الشعب الصابر المرابط الذي بعتموه تحت يافطة الدولة الفلسطينية المستقلة التي عاصمتها القدس ، فلا حققتم الدولة ولا حميتم القدس وفوق هذا وذاك لا زلتم تكذبون .
لك الله يا فلسطين ، ولك الله يا شعب فلسطين المرابط الصابر الذي لن ييأس ولن ينهزم أو يستسلم ، لأنه شعب يؤمن ايمانا جازما بـأن ما توعدون به ايها الصهاينة لآت وما أنتم بمعجزين .
جى بي سي نيوز