أزماتنا المعيشية ؛ مسلسل تركي مدبلج لانهاية له !!
![أزماتنا المعيشية ؛ مسلسل تركي مدبلج لانهاية له !! أزماتنا المعيشية ؛ مسلسل تركي مدبلج لانهاية له !!](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/83165.jpg)
من المعروف عن الإنسان الأردني ، أنه إنسان صبور بطبعه ، قادر على التحمل والتكيف والتأقلم مع كافة الظروف والأحوال والمشاكل التي تمر به وتواجهه ، يتميز عن غيره من البشر والكائنات الحية الأخرى بأنه إنسان صاحب عقل كبير ومتسع ، ومعروف عنه أنه يمتلك قلبا كبيرا واسعا شفافا حساسا ومحبا للآخرين .!!
لكن .. ومع توالد مسلسلات الأزمات الخانقة وتكاثرها الغير طبيعي عليه ،ونموها المستمر بجانبه ، وانتشارها الغير معقول حوله !! فإنه ليس مستبعدا أن نجد غدا أن صبره هذا قد نفذ منه تماما فلم يعد لديه صبر ، وأن قلبه الطيب هذا قد انفطر .وأن عقله الكبير هذا قد تعطل وتوقف عن التفكير نهائيا ولم يعد قادرا على الإستقبال ولا على الإرسال !!
وفي نهاية الأمر سنجده مع هذه الأزمات التي تحل به ؛ أنه قد أصابه الإحباط ،وانقهر ، و ( انجلط ) ، ومات ، وربما مع مرور الوقت سيتعرض للإنقراض !! وهذا ما لا نتمنى حدوثه أبدا .
إننا كأردنيين نحب وطننا وقائدنا المفدى ونفديهما بالأرواح والمهج والأفئدة ، وهذا امر لاشك فيه أبدا ، وقد تعودنا عادة منذ فترة طويلة على أن نمني أنفسنا في كل مرة نواجه فيها أزمة معيشية خانقة بأن تكون هذه الأزمة آخر الأزمات ، وأن تصبح خاتمة الأحزان
لكن الذي نلاحظه والذي نشهده للأسف يكون غير ذلك ؛ إذ أنه لا نكاد نرتاح من أزمة ما وحتى إن لم تحل !!! إلا ونجد أن أزمات أخرى أكبر منها تولدت بجانبها فجأة تقف لنا بالمرصاد مكشرة عن أنيابها مع سابقاتها تريد جميعها افتراسنا وتنفيض جيوبنا وجعلنا على الحصيرة والحديدة . وأحيانا بلا حصيرة و من غير حديدة أيضا !!
ولهذا أقول : أنه يكفينا مامر علينا من أزمات معيشية متلاحقة ومتتابعة ، ولانريد المزيد منها ، لأننا بصراحة قد شبعنا منها أكثر من شبعنا للخبز !!. ولاأدري لماذا أشعر وكأن هذه الأزمات المتلاحقة التي أراها مصرة ومصممة على أن تظل تحاصرنا في معيشتنا من كل صوب واتجاه وناحية ؛ تأبى إلا أن تكون عندنا مثل "مسلسل تركي مدبلج "لانهاية واضحة المعالم له والذي لانعرف فيه متى سيتفق البطل مع البطلة ،ومتى سيتزوجا بدون مشاكل !!؟ الأمر الذي جعلنا بصراحة نمل ونزهق منه ، و جعلنا غير قادرين على متابعته ، لأننا فقدنا الرغبة الحقيقية على تكملة أحداثه الغريبة التي لاتريد أن تنتهي أبدا بعد أن (فقعت ) مرارتنا منه !!.
لذا أرجو منكم ياإخوان ويا تجار أن نرحم بعضنا بعضا ، وأن نساعد بعضنا بعضا ، وأن نتكاتف مع بعضنا ، وأن نحب بعضنا قدر الإستطاعة ، وأن نخفف الحمل عن بعضنا ؛ حتى يرحمنا الله سبحانه وتعالى برحمته ، مع ضرورة الوضع في عين الإعتبار أن تكون مصلحة وطننا هي العليا وأن تكون هي من أهم أولوياتنا ، وضرورة أن يكون الأردن هو أولا ، وهو جل اهتمامنا دائما وأبدا .
عبدالله شيخ الشباب
طالب مدرسة ـ أول ثانوي
abdullah1600@hotmail.com