استقالات الاطباء و اضرابهم " إبتزاز "
المدينة نيوز – خاص – داليدا العطي – لا ننكر بأن للأطباء مطالب وهموما يجب أن يتم الإصغاء إليها وتنفيذها قدر المستطاع .
لا ننكر أن هؤلاء الذين هم من الطبقة " المهنية " غير العادية في أي مجتمع ، من حقهم أن يجدوا ما يسرهم في بلدهم ووطنهم ، ولدى مرضاهم .
لا ننكر بانهم شريحة استراتيجية في الهم الإنساني والإجتماعي والوطني حتى .
كل ذلك مفهوم ومهضوم ورضى والدين وما شاالله عليه ..
غير المفهوم " قلة العقل " التي قام ويقوم بها البعض عندما يتظاهرون في الشوارع ويصرخون مثل " الأولاد الصغار " ويقولون : ما في خوف ما في خوف اطلع برا يا معروف ، اعتصام اعتصام حتى يقروا هالنظام ، وغير ذلك من " منظر " لم نكن نتوقع أن يقدم عليه أطباء كنا ننظر إليهم برهبة ، وإذا بهم يعكسون الصورة إلى هذا المستوى ..
الكلام للكل وليس للأطباء يا عرموطي ، فأنا أتحدث عن ظاهرة ولا أتحدث عن الأطباء ..
إن من قلة العقل أيضا أن يقوم البعض بتقديم استقالات جماعية وصلت أعدادهم للمئات ..
أضرب الأطباء عن العمل وهو " عمل " لا يجوز الإضراب فيه أبدا ، خاصة إذا علمنا بان رواتب الأطباء في الدولة افضل من اقرانهم في المهن الأخرى بكثير ، ولكن أن تستغل موجة الإضرابات والإعتصامات ،وأن يطوف البعض على المراكز والمستشفيات للتاكيد على الإضراب بمزاعم أنها جولات تؤكد على مراعاة الحالات الإنسانية فهذا هو الضحك على الذقون واللف والدوران والإبتزاز ، نعم ، هو ابتزاز ما بعده ابتزاز ، هذا الذي يقوم به البعض في الشارع وفي المراكز الصحية والمستشفيات ..
كنا سابقا نزعل من المعلمين الذين يضربون عن العمل لان ذلك يؤثر على العملية التعليمية ، فما بالكم وبعض الأطباء يضربون عن معالجة المرضى لأن الحكومة أخرت إقرار النظام الخاص ..
كان يفترض أن تراعي هذا الفئة من الأردنيين حالة البلد الأقتصادية والسياسية ولا تركب موجة الإبتزاز السياسي المغلف بمطالب وظيفية اقتصادية حسب ما يرى البعض .. .
لقد صغرت بعيون كثير من المواطنين تصرفات البعض ممن يصرخون في الشوارع ، ولقد انتزعت الهيبة من الطبيب الذي يحمل يافطة ويقول بأعلى صوته : يا معروف أطلع برا يا معروف ، وكأننا أمام سينما " الحمرا ء " أو " ريفولي " بأيام عزها كما كان يخبرني أصدقاء على سبيل النكتة ، أو على سبيل قراءة اجتماعية للمجتمع والشباب الأردني أيام كنا في الجامعة ..
إن كان هؤلاء هم النخبة فماذا نقول للبعض من شرائح المجتمع الذين هم أقل مكانا وأدنى مرتبة " علمية " ..
ما هذا الذي يجري ؟؟
ننتظر من الأطباء الذين أضربوا عن معالجة المرضى أن يوافقوا على سن قانون لم يسبق أن سمحوا بسنه في الدولة الأردنية منذ تشكيل او إنشاء نقابة للأطباء وهو قانون الأخطاء الطبية ، أو " المساءلة الطبية " ..
لماذا تعطل نقابة الأطباء مثل هذا القانون الهام والحيوي جدا ويريدون أن ينأوا بأنفسهم عنه .. وفي نفس الوقت يريدون إقرار نظامهم الخاص ..
أليس من حق والد الطبيب نفسه ووالدته التي تتعرض لخطأ طبي بشري كان يمكن تفاديه أن تحاكم الطبيب الذي تسبب بالخلل ، أليس هذا هو العدل بعينه ،فكيف يطالب بعض الأطباء بما يطالبون به في هذه الصورة قليلة الهيبة وفي نفس الوقت تبوس الحكومات رؤوسهم وأياديهم ومؤخراتهم من أجل أن يتكرموا ويتفضلوا بالموافقة على سن قانون يدعى " المساءلة الطبية " لف وليد المعاني ومن بعده السبع لفات – مثل الثعلب - ولم يتمكن من إقراره لأن فيتو الرفض تزعمته نقابة الأطباء ذاتها ..
يريدون العملية التطبيبية أن تتم على السبحانية بدون قانون مساءلة ، وفي نفس الوقت يريدون من الشعب أن " يرشرش حبك يا جميل " إن جاء مريض لمستشفى فيفاجأ بالطبيب يقول له بكل غرور : إحنا سكرنا حبيبي ، ما في علاج .. مضربين ؟؟ ..
أي عدالة هذه أيها الأطباء الأعزاء ، خافوا ربكو ، اعتبرونا هنود ، عالجونا وبعدين أضربوا بطريقة حضارية ، ضربة تضرب اليهود يا رب ..
شي بيقهر .