فضيحة اعرق مجلة طبية وعقار هيدروكسي كلوروكين
تتداول الاوساط الطبية في الغرب والشرق على السواء قصة فضيحة من العيار الثقيل بطلها هذه المرة جهة من المفترض ان تكون مرجعا طبيا كما هو شأنها تاريخيا ، غير أنها في هذه الفضيحة انحدرت بسمعتها الى الحضيض .
القصة وما فيها وباختصار ، ان دواء هيدروكسي كلوروكين الذي ملأ الدنيا وشغل الناس ، واستخدمه ويستخدمه اغلب دول العالم بما فيها الصين ، والذي اوقفت منظمة الصحة العالمية استخدامه مؤخرا ، تعرض لاكبر عملية تزوير في التاريخ بعد ان اتهم بأنه خطير وبأنه يتسبب بمضاعفات تقتل المرضى وبأنه غير آمن وما الى ذلك من اتهامات .
الطبيب الشهير البريفسور ديديي راؤول الذي كان اول من أوصى بهذا الدواء نتيجة تجارب سريرية وافية ، وما أن انطلقت الحملة ضد الدواء حتى بدأ يبحث عن سبب هذه الهجمة ليكتشف ما قلنا عن انها اكبر عملية تزوير طبي انصاعت اليها حكومات بما فيها فرنسا التي ينتسب اليها الطبيب يضاف اليها دول أخرى ومنظمة الصحة العالمية نفسها .
الحكاية وفق ما تداولته وكالات وصحف ومواقع مهمة : أن اشهر مجلة علمية وهي " ذا لانسيت " وبناء على معطيات وصلتها من شركة دواء مغمورة تدعى " سير جيسفير " نشرت بحثا لشركة الدواء هذه التي زعمت في دراستها بأن عقار هيدروكسي كلوروكين خطير على مرضى كورونا لتسارع منظمة الصحة العالمية الى تلقف هذه الدراسة واعتمادها واعلان حظر استخدام العقار استنادا لتقرير المجلة الطبية ذائعة الصيت وعظيمة الثقة في الاوساط الطبية العالمية ، غير أن الدكتور راؤول والذي صدمته الدراسة المنشورة في هذه المجلة المحترمة ، بدأ يبحث عن الحقيقة وبالذات بعد ان حظرت بلده فرنسا الدواء ومعها دول اوروبا الغربية وتعرضه هو شخصيا للاستهزاء رغم ان مارسيليا المتواجد فيها معهده ومركز تجاربه سجلت بفضل عقاره اقل معدلات للوفاة والاصابات في فرنسا ، الامر الذي حيره ، وبعد البحث والتقصي وقعت المفاجأة ..
المفاجأة تتلخص في أن الدراسة المذكورة اعتمدت على 96 الف حالة اصابة في 671 مستشفى في العالم ووفق الدراسة فإن 30 % من الاصابات المسجلة في هذه المستشفيات توفي اصحابها ما دفع بمنظمة الصحة العالمية والحكومات المختلفة الى حظر العقار ، ولكن الدكتور راؤول يعلم بناء على متابعته ، بأن الدول التي سمحت باستخدام العقار سجلت وفيات بحدود 5 % فقط مما عزز شكوكه بهذه الدراسة رغم انها منشورة في اعرق مجلة علمية موثوقة ، ولما كان الامر" محبوكا " كما يبدو ، لم يجد الدكتور راؤول من وسيلة اعلام او قناة تقف معه سوى قناة واحدة ، فلجأ الى تويتر والفيس بوك وقنوات ومواقع التواصل الاجتماعي مركزا كل هدفه في البحث والاستقصاء .
وقد تبين للدكتور راؤول بأن شركة الدواء " سير جيسيفر " ليست سوى جهة مجهولة في عالم الابحاث العلمية وليس هذا فقط ، بل انها لم تتمكن من اعطاء اسم مستشفى واحد من بين 671 من المستشفيات التي زعمت بانها اجرت فيها الدراسات ، وبعد اتضاح الحقيقة سحبت المجلة العلمية " ذي لانست " الدراسة من على صفحاتها يوم الخميس الماضي لاول مرة في تاريخها ، وبعدها اعلنت اربع من النساء المشاركات في الدراسة المزعومة انسحابهن منها ( من الدراسة ) وليتبين بأن احدى هؤلاء السيدات تعمل في لاس فيجاس في مجال الاستعراض " الجنسي " ، وبعد ذلك تم التراجع عن الحظر وأعادت منظمة الصحة العالمية اعتماد العقار كعلاج محتمل لكورونا .
النتيجة التي خلص اليها الدكتور راؤول ومناصروه من الاطباء هو ان هذه المجلة العلمية قبضت ثمنا كبيرا ربما لم تدفعه شركة الدواء المغمورة بل جهات دولية اخرى ،وقد علق على القضية ببضع كلمات لخصت الفضيحة برمتها حين قال : " إن عقار هيدروكسي كلوريكين يكلف المريض 2 يورو ، ما يعني بأن العالم كله بحاجة لـ 10 مليارات لعلاج كل مرضاه ، بينما تسعى شركات الادوية لطرح عقارات ثمن الواحد منها 200 يورو .
جى بي سي نيوز