شهود يروون تفاصيل إعدام جنود الاحتلال للمقدسي الحلاق
المدينة نيوز:- كشف شهود عيان تفاصيل جديدة خاصة بإعدام قوات جيش الاحتلال للشاب فلسطيني إياد الحلاق من ذوي الاحتياجات الخاصة (مصاب بمرض التوحد) الأسبوع الماضي في مدينة القدس المحتلة، بحسب ما نقلت صحيفة عبرية.
وأوضحت صحيفة "هآرتس"، في مقال نشرته للكاتب نوعا لنداو، أن "شاهد عيان كان في المكان الذي أطلقت النار فيه على إياد الحلاق وتم قتله، أفاد أمس بأن قوات الشرطة الإسرائيلية أطلقت النار عليه وهو مستلق على الأرض، وبعد القول لهم إنه من ذوي الاحتياجات الخاصة" ، وفق "عربي21" .
وأشارت إلى أن أقوال الشاهد "ع.ر"، لم تفصح الصحيفة عن اسمه، تطابق شهادة مرشدة إياد الحلاق، السيدة وردة أبو حديد، التي قالت إنها صرخت على رجال الشرطة بأنه من ذوي الاحتياجات الخاصة".
وأضاف الشاهد: "لقد شاهدت شابا وهو يركض بشكل غريب وكأنه لا يعرف المشي أو أنه عاجز، لقد جاء باتجاهي وسقط على ظهره، على بعد بضعة أمتار مني، وقتها جاءت امرأة وصرخت على رجال الشرطة بأنه من ذوي الاحتياجات الخاصة".
وأفادت "هآرتس"، أن "قسم التحقيق مع رجال الشرطة ألغى أمس إعادة تمثيل إطلاق النار على الحلاق قبل دقائق من الشروع فيه، بسبب وجود وسائل إعلام في المكان"، موضحة أن "إعادة التمثيل حددت في الليل، لكن إطلاق النار نفسه حدث في النهار، في محاولة لمنع التجمع في المكان".
ونوهت أن "أقوال الشاهد أخذت قبل أسبوع ونصف من قبل باحث "بتسيلم" عامر العاروري يوم إطلاق النار، وكان الشاهد يجلس في يوم الحادثة في غرفة القمامة التي هرب إليها الحلاق، وهي عبارة عن ساحة صغيرة ومفتوحة يستخدمها عمال النظافة في شارع باب الأسباط بالقدس".
وبحسب أقوال الشاهد: "عدد من جنود حرس الحدود كانوا يطاردونه، وتوقفوا على بعد بضعة أمتار من الشاب الذي كان يرتدي بنطالا أسودا وقميصا أبيضا، ولم يكن يحمل في يده أي شيء، وقد سمعت ضابط شرطة يسأل الشاب بالعربية: أين المسدس؟، ولكن كان من الواضح أن الشاب لم يستطع التحدث لأنه لم يكن قادر على الإجابة".
وبحسب شهادة مرشدة الشهيد الحلاق أبو حديد، فقد سارعت إلى المكان (غرفة القمامة) من أجل الاختباء بعد سماع إطلاق النار. أما الشاهد فقال في تطابق مع روايتها "في هذه الاثناء وصلت امرأة محجبة وصرخت على رجال الشرطة بالعربية؛ إنه من ذوي الاحتياجات الخاصة، وكررت الكلمة بالعربية".
وتابع الشاهد "ع.ر": "تجمدت في مكاني ولم أتحرك من الخوف، فهذه هي المرة الأولى التي أشاهد فيها مطاردة كهذه، نظرت إلى الشاب الذي كان مستلق على الأرض ويرتجف، وبعد ذلك سمعت عدة رصاصات، وأحد عناصر الشرطة الإسرائيلية صرخ علي كي أغادر المكان وأنا هربت".
وأكدت المرشدة أبو حديد، أنها أبلغت عناصر الشرطة أن الحلاق "من ذوي الاحتياجات الخاصة"، موضحة أنها "هربت إلى الغرفة بعد سماع الرصاصات الأولى من أجل الاختباء هناك، وبعدها وصل الشهيد الحلاق إلى المكان وهو مصاب بإطلاق النار، وتكوم في الزاوية".
وتابعت المرشدة: "الحلاق صرخ على رجال الشرطة وقال: "أنا معها" (مع أبو حديد)، ولكنهم واصلوا الصراخ عليه والقول: أين المسدس؟، وعندها أطلقوا الرصاص القاتل عليه".
وبحسب شهادة التاجر عمر العجلوني، الذي كان يمر في هذه الأثناء في المكان، حيث أكد أنه "سمع إطلاق النار الأول والصراخ، وبعد ذلك إطلاق نار آخر".
وأفادت الصحيفة، أن "قسم التحقيقات مع الشرطة لم يجر مواجهة بين الشرطيين (اللذين لاحقا الحلاق) رغم وجود اختلاف في الروايتين؛ ففي حين أن الشرطي الأعلى رتبة الذي كان يقود الحادثة، أوضح أنه أمر بوقف إطلاق النار بعد دخول الحلاق لغرفة القمامة، الشرطي الأقل رتبة (الذي تجند قبل بضعة أشهر)، زعم أنه لم يسمع هذا الأمر، وأطلق النار بعد أن لاحظ بأن الفلسطيني قام بحركة مشبوهة".
محاميا قائد القوة الإسرائيلية التي أعدمت الحلاق، اعتبرا أن "استكمال التحقيق، وضمن ذلك إجراء مواجهة بين الاثنين، وإعادة تمثيل الحادثة، هي أمور ضرورية"، مضيفان "موكلنا يصر على أنه أمر بوقف إطلاق النار قبل إطلاق النار القاتل".
وزعم محاميا المتهم الرئيس أنه "أطلق النار بسبب شعوره بالخطر على حياته، وقد كان يرتكز على المعلومات التي أعطيت له من الجهات المسؤولة، وسلوك قائده، وعلامات تثير الشكوك على الأرض وحركة ظهرت كإعداد لاستلال سلاح ناري".
وبحسب مزاعم جنود الاحتلال، أنهم "اعتقدوا في البداية بأن الحلاق كان يحمل في يده جسما مشبوها ظهر وكأنه مسدس، وطلبوا منه التوقف، لكنه هرب من المكان".