أحداث الجمعة في سوريا ( 9 أشرطة فيديو )
المدينة نيوز- أفادت مصادر إن شاحنات للحرس الجمهوري السوري المسلحة بالرشاشات نزلت إلى بعض شوارع دمشق قبيل مظاهرات دعا إليها نشطاء في ما سموها "جمعة غضب" أيدتها جماعة الإخوان المسلمين في سوريا.
وفي الأثناء وصلت عشرات العائلات السورية إلى كل من لبنان والأردن عبر الحدود فرارا من اضطراب الأوضاع الأمنية في قراهم.
ونسبت الوكالة لشاهد عيان القول إن الشاحنات -التي تحمل جنودا في زيهم القتالي- قامت بدوريات على الطريق الدائري حول دمشق قبل صلاة الجمعة.
من جهته ذكر التلفزيون الرسمي أن وزارة الداخلية دعت المواطنين إلى الامتناع عن القيام بأي مسيرات أو مظاهرات أو اعتصامات تحت أي عنوان، مساهمةً في إرساء الأمن والاستقرار.
وبثت مواقع إنترنت صورا لمظاهرات اليوم بعيد صلاة الجمعة في مدينة القامشلي السورية للمطالبة بالحرية.
وذكر شاهد عيان من دمشق يدعى أبو أحمد ان مظاهرات خرجت في دمشق بعد صلاة الجمعة تعرضت لقمع شديد.
وأعطت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا زخما جديدا لدعوة "جمعة الغضب" حينما دعت المواطنين للخروج إلى الشارع للمطالبة بالحرية.
وقالت الجماعة في بيان أرسل إلى رويترز "لا تتركوا النظام ينفرد ببعض أهليكم، اهتفوا بصوت واحد للحرية وللكرامة، لقد خلقكم الله أحرارا فلا تسمحوا لطاغية ولا لجبار عنيد أن يستعبدكم، والله أكبر ولله الحمد".
وأضاف البيان "نكرر النداء لرجال الجيش العربي السوري أفرادا وصف ضباط وضباطا وقيادات، مؤكدين أن دور الجيش هو الدفاع عن الوطن وحماية المواطنين، ونصرّ على إبقاء مؤسسة الجيش في إطار وقارها ومهمتها الوطنية الأساسية والامتناع عن الزج بها كعامل قمع للإرادة الوطنية المتطلعة إلى الحرية والكرامة".
وتابع "ندعو كافة البعثيين الشرفاء وجميع الذين يشغلون مواقع المسؤولية في بنية النظام إلى موقف وطني مماثل يقرع ناقوس الخطر ويشارك في وضع حد لغطرسة أجهزة الأمن التي ما تزال ترتكب الفظائع في حق المواطنين الأبرياء".
وهذه هي المرة الأولى التي توجه فيها الجماعة -التي توجد قيادتها بالمنفى- دعوة مباشرة إلى مظاهرات في سوريا منذ بدء الاحتجاجات ضد حكم الأسد قبل ستة أسابيع.
حصار درعا
وفي السياق تعيش مدينة درعا تحت حصار خانق منذ ثلاثة أيام، حيث قطعت عنها المياه والكهرباء والإمدادات الغذائية وتحاصرها الأجهزة الأمنية والدبابات.
وأفاد شاهد يدعى أبو محمد للجزيرة اليوم بأن المدينة مقطعة ولا يمكن لأي جزء منها أن يعرف ما يجري في الجزء الآخر، وأن الأمن والقناصة "يطلقون النار على أي جسم متحرك حتى ولو كان حيوانا".
وقال محمد الحمصي -وهو شاهد عيان آخر من درعا- للجزيرة، إن المدينة تتعرض لموت بطيء بسبب الحصار, وإن "الأطفال يموتون جوعا" مشددا على أن الوضع بالمدينة يزداد سوءا. وناشد العالم الإسلامي التدخل لإنهاء معاناة المدينة التي قال إنها محاصرة من جميع الجهات، وإن أهلها "بحالة يرثى لها".
كما قال سكان لرويترز إن أصوات إطلاق النار تتردد في درعا, وإن "الموتى محفوظون في شاحنات تبريد تستخدم عادة في نقل المنتجات، لكنها لا تستطيع التحرك لأن الجيش يطلق النار بشكل عشوائي". وأضاف شاهد "نسكب الكحول على الجثث لتخفيف الرائحة".
وقد شهدت عدة مناطق خلال الساعات الماضية، منها مدينة حمص وسط البلاد وبلدة سقبا بمحافظة ريف دمشق وبلدة طفس بمنطقة درعا، مسيرات واحتجاجات تضامنا مع درعا.
في الأثناء، قالت منظمة سواسية لحقوق الإنسان في سوريا إن خمسمائة مدني على الأقل قتلوا حتى الآن جراء تعرض أجهزة الأمن لهم لمشاركتهم في المظاهرات المطالبة بالحرية.
وبَث موقع شبكة شام على الإنترنت صورا قال إنها من درعا تظهر جنودا سوريين يسيرون جنبا إلى جنب مع المتظاهرين بالمدينة.
ونقلت وكالة رويترز عن دبلوماسيين أن هناك بوادر استياء داخل الجيش. وقال دبلوماسي إنه توجد واقعة واحدة على الأقل هذا الشهر تصدى فيها جنود من الجيش للشرطة السرية لمنعها من إطلاق النار على المتظاهرين.
فرار عائلات
وعلى صعيد متصل وصلت إلى منطقة وادي خالد على الحدود اللبنانية مع سوريا عشرات العائلات التي فرت إلى لبنان.
وقد عبرت تلك العائلات من بلدة تل كلخ السورية القريبة من الحدود مع لبنان الحدودَ سيرا على الأقدام, هربا مما يجري في بلدتهم.
وبحسب مراسل الجزيرة في لبنان على هاشم فإن العديد من تلك العائلات استقبلتها عائلات من أقاربهم في لبنان. وذكر المراسل من وادي خالد أن مركز مخابرات في الجهة المقابلة أحرق أمس.
وقال المراسل، وهو على الهواء، إنه يسمع إطلاق الرصاص قبيل صلاة الجمعة وربط ذلك بشائعات عن استعدادات لمظاهرات. وذكر أن عناصر من الجيش تنتشر قرب بلدة وادي خالد الحدودية.
وأفاد مراسل الجزيرة في الأردن أحمد جرار من جهته، من مدينة الرمثا الحدودية بأن عائلات سورية فرت كذلك من درعا إلى الأردن، مشيرا إلى تكتم أردني على الموضوع خشية إحراج السلطات السورية. وأشار إلى أن الحركة متوقفة تماما عبر الحدود بين البلدين، وأن سحب الدخان يمكن مشاهدتها بالعين المجردة من درعا.(الجزيرة)