أسئلة فرضتها «الجائحة» حول «العمل والتعليم عن بعد»؟!
صحيح أننا كما غيرنا من دول العالم لم تكن لدينا الجاهزية الكاملة لمواجهة تبعات جائحة كورونا (فهي لم تستأذن أحدا) والتي كان من أهم المتغيرات التي فرضتها (العمل عن بعد) و(التعليم عن بعد).. الأمر الذي طرح أسئلة عديدة بشأن الموضوعين لا زالت الاجابات على كثير منها غير جاهزة.. بينما بتنا نلمس إجابات عملية على أرض الواقع لكثير من تلك التساؤلات.. وفي ما يلي أبرز تلك التساؤلات نسوقها على سبيل المثال - لا الحصر - :
اولا : «العمل عن بعد» :
1- ما دام بالإمكان إنجاز كثير من الأعمال عن بعد، وبأقل عدد ممكن من الموظفين، فما الداعي لهذا «الكم» من العدد ( المكلف ) و( غير المنتج ) ؟
2- ما الداعي لتكبد كلف ايجارات مكاتب لشركات ومؤسسات بمساحات شاسعة، ومبالغ طائلة، وديكورات وأجهزة وخدمات، ما دام بالامكان توفير كل ذلك بالعمل عن بعد، و» من منازلهم « - كما يقولون -، وتوفير كلف الكهرباء والماء والشاي والقهوة والقرطاسية.. الخ من مستلزمات المباني والمكاتب؟
3- توفير كلف الطاقة سواء الوقود من بنزين وديزل للعاملين ذهابا وإيابا كل يوم للدوام في مقرات العمل (مع الصعوبة المضاعفة للعاملين القادمين يوميا من المحافظات للعاصمة عمان ثم العودة آخر النهار وفي نفس اليوم)..في حين يتيح العمل عن بعد الاستعانة بكفاءات بغض النظر عن مكان اقاماتهم ومن كل دول العالم ؟!
* هذه الأسئلة الثلاثة فقط نتج عنها خلال الجائحة وحتى اليوم:
- الاستغناء عن عدد كبير من الموظفين.
- زيادة الإقبال على وظائف تعتمد على التقنيات التكنولوجية الحديثة.
- مشكلة « المالكين والمستأجرين «، القائمة حتى الآن.
- أشير هنا بأن دولة كالسويد يناقشون فيها حق الموظف العامل عن بعد بالحصول على نسبة مما وفره على شركته من ايجارات وكلف طاقة وغيرها من المصاريف التي تحمّلها الموظف بدلا عن الشركة.
ثانيا : «التعليم عن بعد» :
1-.. أيضا، ما دام بالامكان التعليم عن بعد، فما الداعي لصرف الملايين على المباني الضخمة للجامعات مثلا وشراء مساحات شاسعة من الأراضي المحيطة بها، و» الجائحة « أثبتت أهمية الصرف على البنى التحتية التكنولوجية والرقمية لتسهيل التعليم عن بعد.
2- ما مدى حاجتنا لتغيير العديد من التشريعات التي لا زالت لا تعترف بشهادات الـ « ON LINE «، رغم صدورها عن جامعات عالمية ومرموقة وفي مقدمتها « جامعة هارفرد « - على سبيل الذكر -.. وماذا عن جامعات « الانتساب « وغيرها ؟.
3- كيف سنمضي قدما بالتعليم عن بعد في وقت لا تتوفر فيه أجهزة الكمبيوتر ولا الـ « اللاب توب « ولا الانترنت في عدد من المحافظات والقرى النائية، مع أن « الجائحة « أثبتت أن ما يمكن صرفه على البنية التكنولوجية سيوفر الكثير ويحل مشكلة الحاجة الدائمة لمزيد من المدارس والمباني التعليمية في جميع أنحاء المملكة.
- الأسئلة كثيرة ومتشعبة، ولكن الخلاصة أننا بحاجة ماسة لاعادة دراسة المشهد والتخطيط للمستقبل وفقا لما أظهرته وكشفته جائحة كورونا في هذين الموضوعين وغيرهما.. للاستفادة من الدروس وتصحيح الأخطاء والبناء على النجاحات التي حققنا منها ما يستحق الإشادة والتطوير.
الدستور