بسبب الضغوط : البخيت يلجأ إلى " الأرجيلة " !
المدينة نيوز – خاص – داليدا العطي - : لو كنت معروف البخيت لـ " هجيت " برا البلد " ولربما طلبت اللجوء السياسي في " ضبعة " أو في " المفرق " أو في " فوعرة " هربا من مطالب الناس التي لا تنتهي .
لم يبق إلا هذا الخيار ، فالرجل لا يستطيع ان يترك ولا يستطيع أن يستمر ، ولو شاء تقديم استقالته فلسوف يتهم بالضعف والخور وقلة الحيلة .
ملفات البخيت لا تنتهي ، فمن جهة ، فإن لجنة الحوار هي غير لجنة الدستور ، ولا يدري الرجل موقعه بالضبط من كليهما كرئيس للحكومة له ولاية دستورية على الإبرة والسيارة .. ، وهل يمكن أن يصدر قانون والنواب يغردون خارج سربي اللجنتين معا ، فحتى لو كان البرلمان في عطلة ، فإن النواب بإمكانهم التشويش : فهم لا يريدون لجنة حوار لأنها همشتهم ، وإن أخرجت قانونا للإنتخاب فإنها " روحتهم " لا محالة ، وليس صحيحا أن القانون المنتظر سيعرض عليهم لإقراره ، إذ لا ضمانات ، بل إن مطلعين يقولون إنه قد يصدر كقانون مؤقت بعد " ترويحة " النواب .. وأيضا ، فإن النواب لا يريدون لجنة الدستور ، لا لشيئ ،إلا لأنهم أصبحوا مثل " المطلقة " كونهم على الهامش لا يملكون غير جوازاتهم الحمراء ( هي مش حمراء بالمناسبة " ونمر سياراتهم ، وأقصى ما يمكن أن يكتسبه أحدهم من هذه النيابة أن يطلق عليه : " نائب سابق " ..
عودة على بدء طالما انني بدأت أتشتت ولا أربط الأفكار خاصة وأنا نعسانة " لم أنم في ليلتين سوى 3 ساعات فاعذروني " فإن العودة على البدء تتطلب مني أن أفصل تفصيلا ، ولكن لا يحضرني إلا التالي :
البخيت رجل سبق وجرب الحكومة ولم يتعلم من أخطائه السابقة ، بل إنه أخطأ مرات ومرات حتى في اختيار وليس فقط ترتيب وترقيم الأولويات تماما كما أخطأ في اختيار بعض المستشارين ، وللحق ، فإن عجز الموازنة كسر ظهر الرجل ، وأيضا فإن ما يزعجه ملف الكازينو وعلى الأخص بعد ان أرجعه بينو لمجلس النواب ، حتى وإن كان البخيت نفسه من حوله للمكافحة ،وقد يجر هذا الملف إلى التحقيق نادر الذهبي أو على الأقل " الإستماع " ولربما يستدعى مدير المخابرات السابق محمد الذهبي للوقوف على تفاصيل بعينها حسب بعض المصادر ، ولو كان المجلس في غير هذا الوقت والدورة العادية شغالة فلربما تحدث أمور لا يحبها البخيت ولا كاتبة هذا الموضوع ، لأن الأزمات السياسية لا تولد إلا أزمات سياسية مضاعفة ، وعلى كل ، فإن أزمة البخيت مع الكازينو ليست ذات شأن الآن ، لأنه من غير المتوقع أن تدرج ضمن اي جدول أعمال ، حتى لو افترضنا جدلا أن دورة استثنائية على الطريق فإن ذلك لا يعني أن يتم عرضها للتصويت كما يستوجب النظام أو القانون ( نسيت أيهما ) .. وذلك لكون الإستثنائية محددة بقوانين وقضايا لا يجوز الخروج عنها ..
أما عجز الموازنة فهي مشكلة المشاكل بعد أن هدأ الجو السياسي قليلا وهدأت الإعتصامات والمظاهرات ..
مشكلة أخرى من مشاكل البخيت أنه يريد أن يرضي جميع الأطراف ولا يمكن له ذلك بالمرة ، فلو كنا مثل الكويت مثلا ، أو السعودية أو قطر من حيث الملاءة النقدية والسيولة والفائض فلربما لا يسمع البخيت صوت اي مظاهرة بالمرة ، ولا اي أعتصام ولا يرى ايضا أي يافطة مكتوب عليها جماعة آذار أو جماعة ايار .. فكيف يفعل ونحن نشحد ..
ولأنه كانت تنقصه مشاكل ، جاءته قصة خالد شاهين ، ولا يدري أحد إلا الله كيف وافق الرجل على سفر شاهين ( هذا إن كان يعلم بالأمر من الأساس ) ..
البخيت ، ومن جانب سياسي بحت واقع تحت ضغط الإخوان المسلمين الذين يصدرون بيانا ضده إن رمشت عينه ، أو إن " عطس صدره ، ويقفون له مثل " الرصد " .. فهم لا يريدون أن يفوتهم القطار السياسي في أي محطة تحديث وإصلاح ، وفي نفس الوقت لا يريدون أن يشاركوا في الحوار ، وقد يكون لديهم الحق ، أو قد تكون لديهم وجهة نظر ، وأيضا قد يكون موقفهم هذا بغية التعطيل والمشاكسة على الرئيس الألد عداوة بالنسبة إليهم ، ولكن لا يمكن لأحد أن يعرف كيف يفكر الأخوان ، وما هي قراراتهم التالية ، وهي قصة حكواتية يعيها رئيس الحكومة ، ولكنه لا يستطيع الإستمرار في سردها حتى لأقرب الناس إليه لكي لا يتهم بالتكرار وبالضعف ، فالأخوان من اشد أعدائه ، وهو من أشد أعدائهم ، ولولا أن منعه الملك من حل الجماعة في حكومته السابقة لذهب بنا الرجل إلى المجهول ..
وما بين أزمة وأخرى ، هناك أزمة إضافية ، وهذه قصة الغاز المصري الذي تم تفجير انبوبه للمرة الثانية ، فالبخيت الذي بنى موازنته على أسس أغلبها متحركة وهو يعلم ذلك ، ثبت له هذه المرة أنها ليست متحركة فقط ، بل مهتزة وسابحة في الظلمات ، ولم يكن البخيت نفسه سوى نقطة في بحر من الغياهب التي لا يلجها أحد ، أو لا يقوى عليها غطاس بارع .
الفساد والرواتب والإصلاحات وعداء النواب ولجنة الحوار واللجنة الدستورية والمديونية والغاز والغذاء والدواء والإضرابات والإعتصامات إلخ...... كلها ملفات جعلت الرجل يحرق 3 صناديق دخان في اليوم ، بل يقال : إن الضغوط على رئيس الحكومة جعلته يدمن على " الأرجيلة " ..
بلا قافية .