خوري : أمام الأردن خيارات كثيرة ستكون قاسية علـى "اسرائيل"

تم نشره الخميس 02nd تمّوز / يوليو 2020 08:49 صباحاً
خوري : أمام الأردن خيارات كثيرة ستكون قاسية علـى "اسرائيل"
طارق خوري - ارشيف المدينة نيوز

المدينة نيوز:- بينما يسعی رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتنفيذ مخططه بضم نحو 30 % من أراضي الضفة الغربية المحتلة، بما فيها مناطق غور الأردن يأخذ الأردن موقفا صلبا، يرفض الضم جملة وتفصيلا.

وتعرف حكومة الاحتلال الإسرائيلي أن خريطة تحالفاتها وطبيعتها قبل تنفيذ خطة ضم أجزاء من الضفة الغربية لن تكون كما هي بعدها، ولذلك فإن الحديث عن تفاصيل تلك التغيرات هو ما يشغل بال المحللين نظرا لتزامنها مع حساسية الأوضاع الجيوسياسية في المنطقة والعالم ، وفق "وكالة مهر" .

وفي هذا المجال أجرت وكالة مهر للأنباء حوارا مع النائب «طارق خوري» ويأتي نص الحوار كالتالي:

س: ما هي تفاصيل الخطة "الإسرائيلية" بشأن ضمّ أراضٍ فلسطينية؟

تقضي الخطّة التي أعلن عنها الكيان الصهيوني بضمّ مناطق شرق القدس والأغوار ووسط الضفة وبين الخليل وبيت لحم.

فعلياً هذه المناطق هي تحت السيطرة الصهيونية منذ سنوات طويلة، فقد فرض العدو هيمنته بشكل تدريجي على الجزء الأكبر من أراضي الضفة الغربية كأمر واقع، وكانت مستعمراته تتوسّع بشكل متدرّج وممنهج ومتتابع على حساب الأراضي الفلسطينية.

وبما أنّ الاستيلاء على الضفة هو بمثابة تحصيل حاصل وواقع قائم منذ سنوات، ربما يكون السعي الصهيوني اليوم عبر الحديث عن خطة الضمّ والتي كان رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو قد حدّد لها موعداً في الأول من تموز/ يوليو، هدفه الأساسي تكريس هذا الأمر والحصول على اعتراف دولي بسيطرة دولة الاحتلال الصهيوني على المناطق المذكورة، من الناحية السياسية، كجزء من أراضي الكيان الصهيوني، على غرار مطالبة هذا الكيان المجتمع الدولي بالاعتراف بـ "سيادته" على الجولان السوري المحتلّ، علماً أنه يحتله منذ العام١٩٦٧.

س: ما هي تداعيات خطة الضمّ على الأردن، وكيف سيكون موقف المملكة؟

موقف الأردن واضح وجليّ حيال هذا الموضوع، وهو يرفض بشدة ضمّ أجزاء من الضفة الغربية. هذا الموقف عبّر عنه جلالة الملك عبدالله الثاني قبل أسبوع لرئيس "الموساد" الصهيوني. كما سبق له أن عبّر عن الموقف نفسه في مقابلة مع مجلة "ديرشبيغل" الألمانية، حين قال جلالته إنّ اتخاذ العدو الصهيوني أيّ خطوات بضمّ أجزاء من الضفة الغربية "سيؤدي إلى صدام كبير".

قرار الضمّ هذا هو بمثابة إعلان حرب على أبناء شعبنا في فلسطين، ونأمل أن نشهد في الأيام المقبلة ترجمة فعلية لموقف المملكة الأردنية بخطوات تجبر الكيان الصهيوني على التراجع عن هذه الخطوة. فأمام الأردن خيارات كثيرة ستكون في حال اتخاذها قاسية بل موجعة للعدو. يجب إعادة النظر في اتفاقية "وادي عربة" وما تلاها من خطوات تطبيعية مع الكيان الصهيوني، على الصعيد الأمني والسياسي والدبلوماسي، وصولاً إلى صفقة استيراد الغاز المسروق من فلسطين المحتلة.

الأردن طرف أساسي في المسألة الفلسطينية، ولا ننسى الوصاية التاريخية للهاشميين على المقدّسات في القدس المحتلة والتي مرّت بمراحل مختلفة منذ العام 1924. كما أنّ أبناء شعبنا في الأردن يقفون إلى جانب ملكهم ويشيدون بالموقف المُشرِّف والهامّ الذي أعلنه في هذا الشأن، رغم الضغوط والمؤامرات، ويساندونه في هذه الخطوة ولا نزال نشهد تحرُّكات شعبية وحزبية واجتماعية مندّدة بخطة الضمّ تعمّ الأردن.
الأردن يتعرّض لضغوط كثيرة منذ الإعلان عن ما سُمِّي بـ "صفقة القرن" العام الماضي، وقد صرّح الملك عبدالله بذلك أمام الأردنيين في مناسبات عديدة، رافضاً تقديم تنازلات من أجل تسهيل تمرير الصفقة المزعومة. الأردن يتوجّس أيضاً من المخطّط القديم الجديد وهو إسقاط حق العودة للفلسطينيين وجعل الأردن وطناً بديلاً لهم بعد الاستيلاء على أرضهم وطردهم منها.

س: ما هي تداعيات الخطة على الدولة الفلسطينية وعلى الفلسطينيين؟

تتضمّن خطة نتنياهو ضمّ جميع المستوطنات في الضفة الغربية، وهو ما سيُنهي على الأغلب أية إمكانية لإقامة "دولة فلسطينية"، ما يعني تقويض المفهوم الذي يتمّ التسويق له منذ عقود وهو مفهوم "حلّ الدولتين"، لأنّ هذه المستوطنات تفصل عملياً الامتداد الجغرافي الفلسطيني عن بعضه وتستولي، مع امتداداتها الأمنية والجغرافية، على مساحات شاسعة من الضفة الغربية. ومعروف أنّ الكيان الصهيوني أنشأ منذ العام 1967 أكثر من 440 موقعاً استيطانيّاً. أما بالنسبة إلى القدس، فقد باتت بالنسبة إلى الكيان الصهيوني خارج البحث في أيّ مباحثات أو مفاوضات مقبلة مع الجانب الفلسطيني خاصة بعد أن اعترف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالقدس عاصمة للكيان الغاصب.

على أي حال، فإنّ خطة الضمّ تأتي في سياق "صفقة القرن" وللأهداف عينها، وهي جعل الأرض الفلسطينية أرضاً بلا سكان وتقويض كلّ فرص "السلام" المزعوم مع العدو وما يُسمّى "حلّ الدولتين"، وهذه المصطلحات، أنا شخصياً لا أؤمن بها جملة وتفصيلاً، ففلسطين بالنسبة إليّ هي كلّ فلسطين التاريخية من البحر إلى النهر وعاصمتها القدس كلّ القدس، شرقها وغربها، وسكانها هم أبناؤها وحُماتها والمدافعون بأرواحهم ودمائهم عن أسوارها.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات