تفكجـي: الموقـف الأردنـي التحـدي الأبـرز أمـام تنفيـذ إسرائيل مخطط «الضم»
المدينة نيوز:- حذّر مدير دائرة الخرائط في جمعية الدراسات العربية في القدس خليل تفكجي، من مخاطر المخطط الإسرائيلي لضم نحو 40% من مساحة الضفة الغربية بما فيها غور الأردن؛ لما يشكله ذلك من إنهاء أي فرصة لقيام الدولة الفلسطينية، ضمن مخطط إسرائيلي للسيطرة على كامل الأراضي الفلسطينية وتهجير سكانها، وتهديد الأردن عبر تنفيذ مخطط للتهجير الناعم للفلسطينيين بشكل تدريجي وممارسات التضييق عليهم، ودون اللجوء للتهجير العلني ولعمليات ترانسفير بشكل مباشر، مؤكداً سعي إسرائيل للسيطرة على أكبر مساحة من أراضي الضفة الغربية دون سكانها الفلسطينيين.
وأكد تفكجي خلال محاضرة عن بعد، بعنوان «مخاطر ضمّ إسرائيل للأراضي الفلسطينية المحتلة جغرافياً وديمغرافياً: قراءة في الخرائط المقترحة» نظّمها مركز دراسات الشرق الأوسط - الأردن وأدارها مدير المركز الدكتور بيان العمري بحضور عدد من الشخصيات السياسية والأكاديمية، على ضرورة فهم الفكر الصهيوني في النظر إلى أرض فلسطين، ووضع استراتيجية وطنية فلسطينية لمواجهة المخططات الإسرائيلية، معتبراً أن الرهان الأساسي يعتمد على حراك الشعب الفلسطيني ضد المخططات الإسرائيلية وضد ضعف الأداء الرسمي الفلسطيني.
واستعرض المحاضر عدداً من الخرائط المتعلقة بالضفة الغربية ضمن الرؤية الإسرائيلية والرؤية الأمريكية المنبثقة عن الفكر الإسرائيلي بشكل أساس، مؤكداً أن الخارطة التي عرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول «صفقة القرن» كانت مكونة من مجموعة مشاريع إسرائيلية وخرائط رسمت برؤية إسرائيلية، ومنها مشروع ألون عام 1970، ثم مشروع شارون مطلع الثمانينيات الذي تضمن تقسيم الضفة الغربية بشكل طولي وشكل عرضي بما يقسم التجمعات الفلسطينية على شكل كانتونات محاطة بالسيطرة الإسرائيلية، ومنع الدخول إليها والخروج منها دون تصريح إسرائيلي، فيما تضمن مشروع ليبرمان عمليات تبادل سكاني بين المستوطنات الإسرائيلية مع سكان المناطق العربية في الأراضي المحتلة عام 1948 لمعالجة الهاجس الديمغرافي لدى الجانب الإسرائيلي.
وأشار إلى تمسك الجانب الإسرائيلي بضمّ منطقة غور الأردن والذي لا يقتصر على المنطقة المنخفضة من منطقة بيسان حتى البحر الميت بعرض 5 كم وطول 20 كم، وإنما تشمل خطة الضمّ الجبال المشرفة على غور الأردن نظراً لأهميتها الأمنية والاستراتيجية بالنسبة للجبهة الشرقية، ما يشمل 27% من الضفة الغربية.
وأكد تفكجي أن التحدي الأساسي لإسرائيل أمام تنفيذ مخطط الضمّ هو الموقف الأردني، الذي يرى في هذا المخطط تهديداً مباشراً لأمنه القومي من خلال ضمّ نحو 40% من الضفة الغربية وغور الأردن؛ ما يعني أن الحدود المشتركة ستصبح 420 كم من الجهة الفلسطينية وحدها، مع مخاطر تهجير نحو 110 آلاف فلسطيني من المناطق المشمولة بقرار الضمّ بشكل تدريجي بعدم منحهم الجنسية الإسرائيلية أو الإقامة الدائمة، وإنما معاملتهم كجالية فلسطينية تسكن في الأراضي الإسرائيلية بحركة ونشاط محدود؛ ما يعني عملية تهجير بطيء لهؤلاء السكان.