حرب بالمليارات على «القارة الجديدة»!
هل هي حرب ضد « العنصرية « أو التمييز العنصري، أم هي صراعات انتخابية مع قرب موعد الانتخابات الامريكية؟ وبصورة مباشرة: من؟ وماذا؟ وما هي الاسباب الحقيقية لخسارة « فيسبوك « نحو ( 56) مليار دولار حتى الآن جرّاء مقاطعة كبريات الشركات الامريكية العالمية فيسبوك،واعلان نحو ( 400) علامة تجارية بدءا من الاربعاء الماضي وقف اعلاناتها في فيسبوك؟؟.. وبعد فشل المفاوضات للضغط عليها من أجل حظر حسابات تشجّع على العنف خلال الاحتجاجات الاخيرة المناهضة للعنصرية في الولايات المتحدة في اعقاب مقتل الامريكي الاسود من أصول افريقية « جورج فلويد « على يد - لا بل تحت رِجل شرطي ابيض - فقامت الدنيا ولم تقعد حتى اليوم... حتى وصلت تبعاتها الى معارك شهدت قرارات لوزير العدل الامريكي بتأسيس قوة مهام لمواجهة « المتطرفين « الذين يناهضون الحكومة وينتهجون العنف..وضغوطات على « فيسبوك « لنشرها محتويات تحرض على العنف من خلال حسابات لحركات يمينية متطرفة ؟؟!!
البعض يقول إن هذه الضغوط هي بمثابة « كلمة حق أريد بها باطل « وأنها لا تخلو من ضغوطات انتخابية، خاصة وأن مواقع التواصل الكبرى وفي مقدمتها « فيسبوك « و» تويتر» - تحديدا، واجهت اتهامات بأنها تتدخّل بصورة أو بأخرى في الانتخابات الامريكية.
مواقع التواصل في الاساس تراجعت ايراداتها بسبب فيروس كورونا وتأثرت اعلاناتها سلبا مع توقف كثير من الاعلانات لشركات عالمية بعد أن شلّت كورونا اقتصادات العالم، ثم لتكمل حادثة « جورج فلويد « الضربة الثانية لهذه المواقع، واعتقد أنها لن تسلم من الضغوطات والتجاذبات الانتخابية، مما سيؤدي لمزيد من الخسائر ( بالمناسبة فان الخسائر الشخصية لمالك فيسبوك مارك زوكربيرغ قدرتها آخر التقارير بنحو
«7» مليارات دولار )؛ لذلك فقد تشهد الايام المقبلة لهذا الموقع الذي يبلغ عدد مستخدميه نحو ( 3 مليارات مستخدم ) عبر العالم مزيدا من الخسائر، أو حلولا لايجاد مخرج من هذا المأزق ووقف نزيف الخسائر. حتى الآن هناك تقارب في المفاوضات تشير لموافقة « فيسبوك « على مراجعة « خطابات الكراهية «، اضافة لوضعها خطط تصنيف وليس ازالة المحتوى الاخباري، فهل يرضي ذلك الشركات الامريكية الكبرى التي يقال أيضا إنها تحركت بناء على ضغوطات واغراض تخدم مصالح انتخابية هنا او هناك ؟!
أطرح هذا الموضوع لان « فيسبوك « توصف بأنها « قارة « يستخدمها ( 3 مليارات ) على وجه الارض ـ بل هي بهذا الرقم تتفوق على أكثر من قارّة، وما يحدث بها من خلل قد تصل آثاره لباقي مواقع التواصل العالمية الاخرى وفي مقدمتها « تويتر « و» إنستغرام « وغيرها.
نحن في الأردن من أكثر دول الشرق الأوسط استخداما لهذا الموقع نسبة لعدد السكان حيث تشير آخر الارقام ان هناك نحو ( 5.8 مليون ) مستخدم لـ» فيسبوك «... فهل تتعمق آثار « كورونا « و» العنصرية « و»الانتخابات الامريكية» لمواقع التواصل الاجتماعي العالمية ؟.. دعونا ننتظر!!
الدستور