لبنان... الجائع الضائع
ما اصاب لبنان من شظف عيش لاغلبية اللبنانيين لم يكن مفاجئا حتى وإن لم يحدث مثله في زمن الحرب الاهلية التي بدأت في العام 1975 فيما عرف بحادثة عين الرمانة وما تلاها وصولا الى اتفاق الطائف 1989 .
أيام الحرب ، كانت الجزر السياسية والطائفية " تدبر امرها " من خلال داعميها كل حسب " شطارته " وبرغم استمرار الحرب الضروس 15 عاما إلا أننا لم نسمع ولم نشاهد مثل ما يحدث للبنانيين اليوم من ظلم اصاب جميع طوائفهم ومكوناتهم ما خلا امراء الحروب من السياسيين الرافلين برغد العيش في كل الظروف ، ووصل الامر إلى ان يلجأ اللبناني لاسلوب المقايضة من أجل تأمين احتياجاته اليومية بحيث بات البيع والشراء بالتبادل هو اسوأ ما يمكن ان يصل اليه شعب عرف بحبه للحياة والعيش الكريم والتمتع بالدنيا .
لقد رأينا العائلات اللبنانية تعيش على الشموع " إن وجدت " ورأينا الجوعى والمكدسين في المستشفيات التي اضربت عن العمل " بعضها اغلق ابوابه " ورأينا الآلاف يحطمون واجهات المصارف غضبا لـ " دولاراتهم " التي يراد منهم سحبها بالليرة ، ان سمح لهم بها ، مما افقدها قيمتها ، وتعدى المشهد ليصل الى خارج الحدود ويطال كل الطلبة اللبنانيين الذين لا يستطيع آباؤهم تحويل الاموال اليهم بالعملة الصعبة فتم فصل الكثير منهم من جامعاتهم وطرد العشرات من بيوتهم بينما يتظاهر آباؤهم وامهاتهم في الشوارع التي كانت، الى حين ، ترتفع فيها " الزبالة " لعدة امتار في بعض الاحياء بسبب احتكار النظافة لشركات الساسة والاحزاب المتنفذين ، وهلمجرا .
لماذا يحصل للبنان هذا الذي يحصل ؟
سؤال ليس صعبا وبإمكان أي طفل لبناني أو عراقي أو يمني ألاجابة عليه فورا : انه الفساد والحرمنة ، إنها ايران ، وذراعها حزب الله الذي يعيش على المنافذ الحدودية غير الشرعية ويمارس التهريب وتصنيع وبيع المخدرات ويجني الملايين وليضرب كل اللبنانيين من غير أنصاره رؤوسهم في الجدران ، فبسيطرة الحزب على مفاصل الدولة يمتنع العالم عن نجدة لبنان ، ويشترط استقلالية القرار وضمان أي اصلاحات هي في الحقيقة " مستحيلة " بوجود هذا الحزب الايراني الهوى والهوية ، والذي يحاول رئيس الدولة المتحالف معه تبرئته مما يجري من خلال تطرقه الى شماعة اللاجئين السوريين في تعليق غريب ومضحك " غير مباشر " بعد ان انتقدت الكنيسة المارونية حزب الله بالاسم وحملته سبب المأساة ..
لبنان يختنق فعلا ، ولقد بدأ السطو المسلح وعمليات القتل والسرقة والطلاق ونشاطات عصابات الاجرام والاغتصاب والخطف والتهريب والاحتكار ، لأنك حيثما وليت وجهك في لبنان فثمة وجه يطل عليك هو نفسه في العراق واليمن :
إنه وجه ملالي ايران ، المتخلف والقبيح .
جى بي سي نيوز