هل بات النيل ملكا لاثيوبا ؟
هكذا قال وزير الخارجية الاثيوبي الاربعاء تزامنا مع احتفالات رسمية وشعبية عمت كل اقاليم البلاد ابتهاجا بمل ء المرحلة الاولى من سد النهضة .
لا يزعجنا - كشعوب عربية - ان تستفيد اثيوبيا من النيل الذي ينبع من اراضيها ، ولكن يحزننا ان نرى النيل ملكا لاثيوبيا ، ولو قال وزير الخارجية بأنه بات ملكا لافريقيا لكان الامر اهون ولما فهمنا بأن اي اتفاقات لاحقة ستكون مقيدة بهذا الاعتبار الذي تنطلق منه اثيوبيا في مفاوضاتها مع مصر ومع السودان .
إن الحزن الذي ينتاب كل العرب ليس مرده اقامة السد ولا تعبئة المرحلة الاولى منه لتنمية اثيوبيا وهذا حقها الطبيعي ، ولكن في ما لم يكن يخطر ببال اي مصري وعربي من قبل ، عن أن هبة النيل ، باتت بالمحصلة هبة من دولة افريقية ذكية استغلت ظروف مصر ومضت في مشروعها .
ليس من حق اثيوبيا الاضرار بالمصالح التاريخية لمصر التي تعتمد في 90 % من زراعتها وشربها على النيل ، وإذا ملئ السد بمرحلته الاولى بما يصل الى 5 مليار متر مكعب فإن المفاوضات الختامية لم تنته بعد ، وليست المرحلة الاولى هي نهاية المطاف ، ولكن المطلوب من مصر أن تعوض هذه الانتكاسة باتفاقات تضمنها القوانين الدولية .
تعترف مصر بأنها أخطأت وارتكبت موبقات ايضا بحق نفسها ، كما قال احد نواب البرلمان وسياسيون من مختلف التوجهات ، إذ لم يكن جائزا ابدا ان يتم التوقيع على اتفاق مبادئ في العام 2015 يتحدث بالعموميات ودون ان يتضمن أي اشارة لمصالح مصر ولا مصالح السودان " بالتفصيل " المبدئي .
.. لم يغلق الامر بعد ، وبإمكان مصر اللجوء إلى القانون الدولي والمواثيق المعتبرة لتحفظ حقوقها التاريخية ، أما بدء الحديث عن محطات تحلية وحفر آبار وما شابه فإن الامر مطلوب ولكن وقته ليس الآن : المعركة الكبرى يجب ان تكون على جبهة النيل وليس على جبهة محطات التحلية والآبار ، وبهذه المناسبة فإن من اغرب ما يجري الآن هو منع الاعلام المصري من الحديث عن سد النهضة تحت طائلة المسؤولية مع أن الامر لا يمس الأمن المصري فقط بل وجود مصر ككيان ودولة ، فما هو يا ترى موقف القاهرة النهائي إذا مضت ادريس ابابا في تهميشها لدول المصب ورسخت النيل ملكا حصريا لها كما قال وزير خارجيتها ؟؟. ..
هذا هو السؤال الكبير والخطير !.
جى بي سي نيوز