شعب أكبر من قياداته..!!
لقد أثبت الشعب الفلسطيني وعلى مدى تاريخه المقاوم الطويل، أنه أكبر من قياداته، وأن هذه القيادات لم تستطع ان تلحق بهذا الشعب.. وكان دائما السباق في اجتراح افانين المقاومة، والملهم في ابتكار وسائل الصمود والبقاء، والاقدر على كنس الغزاة وقبر المحتلين...
مناسبة هذا الكلام هي: حالة الصمود الاسطوري في وجه اخطر فيروسين: فيروس الكورونا.. وهو اخطر فيروس تشهده البشرية... وفيروس الاحتلال والارهاب الصهيوني وقد تأمرت اميركا وقبلها بريطانيا وفرنسا، ومن لف لفهما ولا تزال.. ووضعت كافة امكاناتها الهائلة لانتزاع فلسطين العربية من جسد امة.. وتحويلها الى حاملة للطائرات، تحرس المصالح الامبريالية، وتشيد لليهود وطنا على اشلاء الشعب الفلسطيني العظيم..الذي خلقه الله، واودعه في فلسطين، قبل ان يخلق شذاذ الاقاق.. وانتدبه للدفاع عن هذه الارض المقدسة المباركه.. وقد فضله على العالمين.. « ان فيها قوما جبارين» صدق الله العظيم.
حالة التضامن والتكاتف التي تشهدها فلسطين كلها.. والانصهارفي بوتقة الصمود، والتصدي بشجاعة لا مثيل لها لاعتى عدوين يتعرض لهما الشعب الفلسطيني عبر تاريخه المجيد لاكثر من 9 الاف عام.. منذ ان حبا اول طفل كنعاني في سهل مرج ابن عامر، وصعد كرمل حيفا والجرمق الاشم..ومنذ ان استلقى على رمال شاطىء يافا.. ومنذ ان احتضنه الاقصى وباركته القيامة.
ابو عمار لم يكن يبالغ.. ولم تدفعه نشوة الصمود والانتصار الى اطلاق هذه المقولة..» الشعب الفلسطيني اكبر من قياداته».. بل كان «الختيار» ينطق عن دراية وخبرة. ومن موقع انخراطه في الاحداث، واطلاق اعظم ثورة معاصرة بالاشتراك مع رفاقه.. والاشتباك مع الموت مرات.. ومرات..
شعبنا الفلسطيني يعي تماما.. بان عودة وباء «الكورونا» وبشراسة.. تم بفعل العدو الصهيوني.. وفي نطاق الحرب الهمجية القذرة.. التي يشنها العدو على شعبنا.. ففتح العدو كل الممرات والمعابر. المعروفة وغير المعرفة. وغض جنوده النظر عن الجموع الاسرائيلية المتدفقة الى الضفة الغربية للتسوق والسياحة، وغض الطرف عن مئات الالوف من العمال الفلسطينين يتدفقون الى الداخل الفلسطيني، بعد ان عضهم الجوع. وتخلت عنهم امتهم. وفتحت ذراعيها للاغراب من مشارق الارض ومن مغاربها،واصبحت هوية الخليج العربية في خطر.. فعض عمالنا الوباء اللعين.
الكلمات والعبارات مهما بلغت دلالاتها وعذوبتها وسلاستها.. لا تستطيع ان ترسم صورة هذا التكاتف والتضامن والالتحام المجتمعي، وقد تحولت فلسطين المحتلة كلها الى قرية واحد. وعشيرة واحدة.... الجميع يتسابقون في مد يد العون والمساعدة، والشباب يواصلون الليل بالنهار وفق تنظيم راقي.. لدعم صمود اهلنا ومحاصرة الوباء، واخراج الشعب الصابر.. المرابط من فك الموت الذي يطبق عليه...
موقنون تماما.. بان شعبنا سينتصر.. وسيهزم فيروسي الاحتلال والكورونا.. وسيفاجأ العالم بهذا الانتصار الساحق..!!
الم ينتصر على وبائي الطاعون «طاعون عمواس» والكوليرا عبر التاريخ؟؟!!
الم ينتصر على الغزاة عبر تاريخه الطويل فانتصر على كافة الاقوام الذي غزوا فلسطين، وسيكون مصير الغزوة الصهيونية كمصير الصليبين وغيرهم..
انهم عابرون في كلام عابر..!!
المجد لشعب شرفه الله بحماية ارض الرسالات والقداسات..
فحمل الامانة.. واوفى بالعهد..
الدستور