الباحث شريدة: أمطار حمضية ستهطل على شمال الاردن والعاصمة بسبب انفجار بيروت
المدينة نيوز:- قال الباحث الاكاديمي والخبير في علوم البيئة الطبيعية رئيس جمعية التنمية للإنسان والبيئة الاردنية الدكتور احمد محمود جبر الشريدة ان انفجار مرفأ بيروت سيكون له تأثير مباشر على شمال الاردن والعاصمة عمان موضحا ان امطار حمضية ستتساقط على هذه المناطق الاردنية خلال شهري ايلول وتشرين اول القادمين .
وحذر الدكتور الشريدة في حديثه "للدستور" من مخاطر التعرض المباشر او غير المباشر للأمطار خلال الامطار "الشتوات" الثلاث الأولى وعدم نشر الغسيل خارج المنزل وتجنب جمع المياه لغايات تعبئة الخزانات الارضية او ابار الجمع من هذه المياه التي تكون محملة بالحموضة بفعل نترات الامونيا .
واضاف الدكتور شريدة ان انفجار مرفأ بيروت سيكون له انعكاسات متنوعة ومتعددة على احوال المناخ والبيئة في بلاد الشام خلال الموسم المطري الحالي 20/2021 م حيث من المتوقع بدء " دورة مناخية طارئة " بسبب تشكل سحابة قاتمة على ارتفاعات عالية كانت من نواتج الانفجار ان تؤدي الى برود في الطقس وخاصة في الليل ومن المتوقع انخفاض حاد( تطرف ) في درجات الحرارة انخفاضا وارتفاعا ومن المتوقع حدوث امطار غزيرة لفترات قصيرة وفترات من الجفاف ؛ستؤدي الى محدودية الاراضي وتدهور نوعيتها اضافة الى تدهور المناطق البحرية والساحلية .
وتوقع الدكتور شريدة حدوث موجات " تسونامي " في الحوض الشرقي للبحر الابيض المتوسط والامر المؤكد سقوط الامطار الحامضية في اشهر ايلول سبتمبر تشرين اول وثاني / وأكتوبر نوفمبر 2020م والتي ستتاثر بها مناطق شمال الاردن والعاصمة عمان لذا ينصح بعدم التعرض المباشر وغير المباشر للأمطار بتلك الشهور وذلك لخطورتها لأنها تحمل معها ( ذرات النترات المتكافئة ) ومن الممكن ان يؤدي تفاعلها مع المياه الى الاصابة بسرطان الجلد ( الميلينوما ) – لا قدر الله –.
واضاف ان المياه الحمضية لا ترى بالعين المجردة وانما يمكن معرفتها من خلال مذاقها الحمضي حيث لا يمكن تمييزها مع بدء تساقط الامطار مبينا ان النباتات الورقية كأحواض الزرع المنزلية والنعنع والفجل والجرجير ستتأثر بهذه الامطار بينما الاشجار وسيلمس المواطنون ذلك بشكل مباشر من خلال تضرر اوراق هذه النباتات لا تتأثر بالأمطار الحمضية نظرا لطبيعتها التي تستطيع مقاومة هذه الامطار .
واوضح ان مخاطر هذه الامطار الحمضية سيزول خلال أول ثلاث "شتوات" ويعتمد ذلك على قوة الامطار فكلما زادت غزارة الأمطار فان تأثير المطر الحمضي سينخفض ويتلاشى ويزول تلقائيا.
واضاف الدكتور شريدة ان الغيمة التي صعدت للأعلى عقب انفجار مرفأ بيروت ما زالت موجودة فوق المنطقة ومع بدء تساقط الامطار فان المطر سيفتتها وسيكون الجو ملوثا بالغازات التي نتجت عن الانفجار .
وزاد في حديثه "للدستور" بدون اي شك وبشكل قاطع وعلمي ستتساقط الامطار الحمضية الناتجة عن التفاعلات الكيميائية من نترات الامونيا والاردن سيتأثر بها بشكل مباشر خصوصا ان الاردن بعيد جويا 160 كيلو متر عن لبنان وهي مسافة قريبة جدا اذا ما قورنت عن بعد قبرص عن لبنان بواقع 240 كيلو متر والتي تأثرت اي قبرص بشكل واضح بالانفجار.
واشار الى ان الانفجار المريع الذي حدث في مرفأ مدينة بيروت اللبنانية عصر يوم الثلاثاء 2020/08/04 ، والذي احدث دمارا كبيرا في المرفأ والقسم الاكبر من مدينة بيروت والمحاذي للمرفأ ، سيكون له تداعيات متعددة ومتنوعة على جيولوجية المنطقة ومناخها وطقسها وبيئتها ، وستتأثر به بشكل مباشر دائرة قطرها حوالي 220 كليو مترا ، وتشمل الاراضي اللبنانية والمنطقة الجنوبية الغربية من سورية وشمال فلسطين وشمال الاردن حتى العاصمة الاردنية عمان تقريبا وجزيرة قبرص .
ولفت الى ان مرصد الزلزال الاردني ذكر ان قوة انفجار مرفأ بيروت اطلق طاقة تفجيرية بما يعادل (4.5 ) درجة على مقياس ريختير – المكون من 10 درجات - و مياه بحر بيروت ( البحر الابيض المتوسط ) قد امتصت الجزء الاكبر من الطاقة المتحررة والمتولدة من الانفجار – ولولا ذلك لكانت الخسائر العمرانية والاقتصادية فادحة ولا يمكن تصورها....!
وبين ان الانفجار سوف يؤثر على الحركة التكتونية للصدع السوري – الافريقي ( حفرة الانهدام ) والبالغ طولها (1200) كيلومترا من جبال طرووس (تركية ) مرورا بسهل الغاب (سورية ) ووادي البقاع ( لبنان ) و سهل الحولة وبحيرة طبرية ( فلسطين ) ووادي غور الاردن والبحر الميت وخليج العقبة ( الاردن ) وصولا الى البحيرات الافريقية ، الامر الذي سوف يؤثر على الحركة التكتونية للصدع في تسارع اقصى بدرجة (0.2- 0.4 G) علما بان منطقة ذات نشاط زلزالي من الدرجة الثانية علما بان الصفيحة العربية ومنذ اكثر من (20) مليون سنة تتحرك شمالا بمعدل ( 2- 4 ) سنتمتر سنويا باتجاه الصفيحة التركية وعلى طول فالق حفرة الانهدام العربي – الافريقي والذي يعتبر البحر الاحمر امتداد له .
واشار الدكتور شريدة الى ان انفجار مرفأ بيروت سيعمل بتحرير جزء من الطاقة الانفجارية عبر هزات ارضية متوسطة الشده حيث تمتاز بالإزاحة الجانبية وليس التصادم مما يخفف من الاثار السلبية على المنطقة ؛ على ان تختزن الطاقة الباقية تحت سطح الارض وعلى طول هذا الفالق وخاصة في منطقة ما يعرف ب ( الفجوة الزلزالية – Seismic Gap ) .
واوضح ان التأثير على فوالق لبنان سيكون واضحا اذ يوجد في لبنان اربع فوالق رئيسية هي " اليمونه " و" روم " و " سرغايا " و " راشيا الوادي" ، ويعد فالق" اليمونه" من اكبر فوالق في شرق المتوسط في حين يتفرع منه فالق " روم " جنوبا باتجاه البحر الابيض المتوسط ، سيؤثر انفجار مرفأ بيروت جيولوجيا على تلك الفوالق الاربع؛ ولكن التأثير الاكبر سيكون على فالق " اليمونه " نظرا للقرب الجغرافي والاشد تأثيرا على فالق "روم " حيث من المتوقع حدود حركات تكتونية متوسطة القوة اضافة الى حدوث عمليات ازاحة جانبية و طولية بدرجة (0.2- 0.6 G).
وختم حديثه بالدعوة لانشاء شبكة اقليمية للرصد الزلزالي في دول المنطقة وربطها بمحطة تسجيل مركزية وتأسيس هيئة مشتركة لإنشاء خرائط ( التمنطق الزلزالي ) لتحديد مدى تعرض كل منطقة ومقاومتها للزلزال بهدف الحد من المخاطر الزلزالية .
وشدد على اهمية اعادة تحديد البؤر الزلزالية وميكانيكية الحركة للأحداث الزلزالية المحلية واجراء الدراسات البنيوية والتكتونية والتكتونيك النشط ضمن اراضي هذه المنطقة ؛ وذلك للتخفيف المخاطر والخسائر البشرية والاقتصادية .مؤكدا ان ان الاجراءات والتحضيرات في مجال السلامة العامة والتي يمكن اتخاذها من قبل السلطات الحكومية قبل حصول الزلزال تسهم في خفض الخسائر البشرية والاقتصادية الى حوالي (70%) حسب ما هو متوقع منوها الى انه ليس بمقدور احد آيا كان التنبؤ او نفي حدوث زلزال في مكان ماء او في وقت معين .