بين خط الفقر وخط العطش

تم نشره الثلاثاء 10 أيّار / مايو 2011 02:08 صباحاً
بين خط الفقر وخط العطش
م.جهاد الزغول

ان كتب الأدباء منذ الأزمنة القديمة عن المطر، وكيف تغسل قطراته الذاكرة والروح، وتزهر الأرض، ويزداد الشعر والنثر والفنّ خصوبة وإنتاجاً!
وغنّى جبران خليل جبران للمطر.. فقال
أنا خيوط فضّية تطرحني الآلهة من الأعالي
فتأخذني الطبيعة وتنمّق بي الأودية
صوت الرعد وأسياف البرق تبشّر بقدومي،
وقوس قزح يعلن نهاية مسيرتي،
كذا الحياة الدنيا تبتدئ بين أقدام المادة الفضي
وتنتهي على أكفّ الموت الهادئ.

ويقول ابن خفاجة
ومعينُ ماء البِشر أبرقَ هَشَّةً
فكرعتُ من صفحاتِه في مشربِ
مُتهلّلٌ يندى حياءً وجهُهُ
فتراه بين مُفضّضٍ ومُذهَّبٍ
أثبتت الدراسات المائية أن نقص المياه سيكون أكبر تحدّ يواجه العالم خلال الخمسين عاماً المقبلة. وحتى إذا استقرَّ النمو السكاني في نصف القرن القادم، فسيظلّ الاحتياج إلى المياه، لضعف الإمدادات الراهنة من الطاقة. وهي القضية الرئيسية. وسيعاني نصف سكان العالم شح المياه. وإن أكثر من نصف أنهار العالم في خطر. وتشهد انحساراً وتلوثاً. وتنشأ هذه المشاكل بسبب الاستعمال الخاطئ والمسرف للمياه.
وقد ساهمت أزمة المياه في هجرات نحو25 مليون شخص في العام المضي. و(للمطر والماء حكايات قمر... وربيع، يعزف العود على أوتاره.. فيردُّ العودُ.... ما أحلى الوتر.. وتر في القلب، وتر في الروح، فأعزفني... كما تهوى.. ستلقاني مطر).
يسبب الجفافُ العطشَ للأرض والروح والجسد. وتحزن الأنهار وتذرف البحيرات دموع الفقد. وترتفع أصوات البشر وأبواق النجدة، وتعلن الينابيع الحداد، فلا ثلوج ولا جليد. فالحرارة المحبوسة في باطن الأرض والصخور، تمتصُّ ما بقي من رطوبة.. وهكذا، وكما يتنبَّأ الدارسون للمياه الجارية والجوفية، أنه بحلول عام 2015 سيكون عشرات ملايين العرب، رغم تعدد البحار والنهار والبحيرات، تحت خطين خط الفقر وخط العطش. ويتمتَّن التحالف بين الثلاثي (الخبز والماء والحرية)، وهي الأقانيم الثلاثة التي لا يمكن الاستغناء عنها في الحياة، في الوقت الذي لم يعد بخور النظام السياسي العربي يجدي نفعاً. وستعشش براغيث الجوع في ثياب الناس. ويظلُّ الكلام المحبوس في الأفئدة بلا ماء يرطّبه. ولم يعد للأحلام مذاق. وتفقد الذاكرة لذّة الكلام والإبداع!



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات