ما هي مكاسب الأردن و مصر من خط النفط العراقي؟

تم نشره الإثنين 07 أيلول / سبتمبر 2020 08:51 صباحاً
ما هي مكاسب الأردن  و مصر من خط النفط العراقي؟
اعلام الاردن والعراق ومصر

المدينة نيوز:- شهدت الأسابيع الماضية تحركات سياسية على مستويات عدة بين العراق ومصر والأردن، من أجل التعاون والتكامل الاقتصادي بين الدول الثلاث، ومن أبرز النقاط في تلك المشاورات هي مد خط أنابيب لنقل النفط العراقي من البصرة العراقية إلى مصر مرورا بالأردن.. فما هي الفوائد والمكاسب التي تجنيها الدول الثلاث من وراء هذا المشروع؟.

أهميته للعراق

قال الخبير الاقتصادي العراقي الدكتور عبد الرحمن المشهداني إن "الجدوى الاقتصادية لخط أنابيب النفط الاستراتيجي الذي يمتد من البصرة العراقية مرورا بالأردن والذي تم تطويره مؤخرا ليصل إلى الموانئ المصرية، هو البحث عن منافذ جديدة لتصريف النفط العراقي، لأن وزارة النفط وقعت في العام 2010 عقود تراخيص للتنقيب مع عدد من شركات النفط العالمية لتطوير الحقول، في ذلك الوقت لم تدرس الحكومة أحوال أسواق النفط والأوضاع الاقتصادية العالمية".

وأضاف لـ"سبوتنيك"، "كان التوقيع مع تلك الشركات على أساس استلام ما تنتجه تلك الشركات عند فوهة البئر، فالشركات المطورة للحقول النفطية مهمتها الأساسية هى الإنتاج وأن تسلم هذا الإنتاج عند فوهة البئر وليس عند منافذ التصدير، وكان هذا التعاقد متفائل جدا لأن الحقول كانت تنتج 12 مليون برميل يوميا، لكن بعد مرور أربع أو خمس سنوات بدأ العراق يتكبد خسائر نتيجة التطوير الجزئي وليس الكلي من جانب الشركات، وعندما وصل الإنتاج إلى 3 ونصف مليون برميل بدأ العراق يدفع تكاليف الإنتاج المتوقف، وكلما كان هناك انخفاض في الإنتاج كان العراق يدفع للشركات".

خسائر نفطية

وتابع المشهداني، "أعتقد أنه في العام 2015 توقفت معظم الموانئ في جنوب العراق، لأن أكثر من 95% من النفط المنتج يصدر عن طريق البصرة، فتوقفت موانئ البصرة عن استقبال الناقلات النفطية لمدة 15 يوم أو أقل نتيجة لسوء الأحوال الجوية، وقتها دفع العراق تعويضات للشركات النفطية نتيجة التوقف ما يزيد عن نصف مليار دولار، وعندما اضطر العراق لتخفيض سقف الإنتاج المطلوب من الشركات النفطية، قام بمد عقود امتياز الشركات من 25 إلى 30 سنة ومن 20 إلى 25 سنة".

7 مليون برميل

وأوضح الخبير العراقي، "الآن المطلوب منه أن ينتج 7 مليون برميل يوميا، تلك الكمية كان من المفترض أن ينتجها في عام 2020، لكن وزير النفط العراقي صرح منذ أيام أن الـ7 مليون برميل مطلوب إنتاجها في العام 2025، حيث يبلغ سقف الإنتاج الحالي 5 مليون برميل، وعندما طلبت مجموعة أوبك بلس من العراق تخفيض مليون برميل، قامت الحكومة بتخفيضه من الكميات التي تنتج بالجهد الوطني".

وأكد المشهداني أن "الطاقة التصديرية العراقية محدودة، حيث أن الطاقة القصوى لموانىء البصرة حوالي 4 ونصف مليون برميل، كما أن لدينا تصدير عبر ميناء جيهان التركي وكانت طاقة الخط اليومية حوالي مليون و600 ألف برميل، ولكن بسبب تقادم الخط والذي تم افتتاحه في العام 1976 وتعرضه للعديد من العمليات الإرهابية جعل طاقته الإنتاجية تنخفض إلى ما يقارب نصف مليون برميل".

إلغاء المشاريع السابقة

وأشار إلى أن "خطة وزارة النفط في العام 2010 قبل أن تتصاعد أعمال العنف والإرهاب في سوريا، كان يفترض إعادة افتتاح خط أنابيب ميناء طرطوس والذي يستوعب ما يقارب واحد ونصف مليون برميل وكذلك خط الأنابيب إلى ميناء صور في لبنان والذي يستوعب أيضا ما يقارب مليون ونصف المليون برميل، كما كان لديهم نظرة متفائلة في إعادة افتتاح الخط العراقي السعودي والواصل إلى ميناء ينبع لتصدير مليون ونصف برميل".

ولفت الخبير العراقي إلى أن "كل المشاريع السابقة ألغيت بشكل نهائي من التفكير، لأن خط ينبع صادرته المملكة ودخل لصالح شركة أرامكو منذ سنوات، والوضع في سوريا قد لا يستقر قبل عشر سنوات قادمة، كما أن الأوضاع في تركيا ووجود الإقليم كحلقة سببت مشكلة، خاصة بعد أن ربطت حكومة إقليم كردستان أنبوبها على الخط الاستراتيجي العراقي-التركي الذاهب في اتجاه ميناء جيهان، لذا بدأ البحث عن منافذ جديدة للتصدير، والعقبة الأردنية يمكن تصدير مليون برميل عن طريقها وكذلك الحال بالنسبة لمصر، واعتقد أن الاقتصاد وليس السياسة هو الحاكم في مثل هذه الحالات".

العوائد الاقتصادية

من جانبه قال الخبير البترولي المصري رمضان أبو العلا، إن "هناك جدوى اقتصادية وسياسية لخط الأنابيب النفطي الذي يخرج من البصرة العراقية إلى العقبة الاردنية ثم إلى مصر، حيث يساعد على تصدير النفط العراقي بعيدا عن التوترات الموجودة في الخليج والتي تهددها إيران من وقت إلى آخر، كما أن هناك تهديدات للتصدير عبر سوريا نتيجة الأوضاع الراهنة".

وأضاف لـ"سبوتنيك"، أن "وصول النفط العراقي إلى الموانئ المصرية سوف يمكنها من عمل قيمة مضافة عن طريق تكرير النفط الخام وتصديره كمشتقات بترولية وأيضا توفير احتياجاتها بالإضافة إلى رسم المرور الذي ستحصل عليه، وهذا يعود بالفائدة على مصر وعلى العراق، كما أن هذا الخط يتيح للأردن تأمين احتياجاته من النفط بأي كميات، كما أن الفائدة الكبرى للعراق هو تأمين صادراته النفطية، الأمر الذي يعني عدم توقف واردات النقد الأجنبي".

توطيد العلاقات

وحول الجوانب السياسية لمد أنبوب النفط العراقي إلى مصر قال أبو العلا، "علاوة على الفوائد أو المكاسب الاقتصادية لخط النفط العراقي، هناك جوانب سياسية مثل توطيد العلاقات وإعطاء زخم للتعاون العربي على حساب إيران والتي تسيطر على الجانب السياسي في العراق، حيث بدأ العراق يأخذ منحى آخر بتعاون أكبر مع محيطه العربي مثل المملكة العربية السعودية، وسياسيا هذا التعاون له مردود إيجابي بأن لا نترك العراق في الحضن الإيراني طوال الوقت والذي يعد أمر في غاية الخطورة، وحتى لا يترك العراق كما تركت سوريا".

وأشار الخبير النفطي إلى أن "بدأ العمل في هذا الخط لن يستغرق وقتا طويلا، لأن ما سيتم هو استكمالات فقط، لأن الخط ممتد داخل العراق، وهناك خط موجود بالفعل بين الأردن ومصر، فكل ما سيتم هو عمليات توصيل فنية غير باهظة التكاليف ولن تستغرق وقتا طويلا، وفي كل الأحوال المصالح الاقتصادية هى التي توجه سياسات الدول".



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات