وزارة العمل والقوات المسلحة تعلنان تفاصيل إعادة تفعيل خدمة العلم
المدينة نيوز:- أعلن وزير العمل نضال البطاينة ومساعد رئيس هيئة الأركان المشتركة للإدارة والقوى البشرية العميد الركن عبدالله شديفات خلال مؤتمر صحفي اليوم الأربعاء بدار رئاسة الوزراء، تفاصيل إعادة تفعيل خدمة العلم، بعد توقيع مذكرة تفاهم بين الوزارة والقوات المسلحة الأردنية/ الجيش العربي.
وقال البطاينة إن إعادة تفعيل خدمة العلم أصبحت مطلبا لفئات عديدة من المجتمع، خصوصا من قبل الشباب أنفسهم وأولياء أمور وأصحاب عمل، وهذا لمسه الجميع من تفاعل ايجابي من فئات مختلفة بعد إعلان إعادة تفعيل خدمة العلم. وأضاف "نشهد اليوم إعادة تفعيل لأحد أبرز محطات صقل الشخصية والهوية الوطنية للشباب، وهي خدمة العلم وبتوجيهات من جلالة الملك عبدالله الثاني"، مشيرا إلى أن هذا المشروع يعد بداية جديدة لتطوير وتأهيل الشباب الأردني لينخرطوا في معترك الحياة متسلحين بالعزيمة والإصرار ومهارات وتدريبات تمكنهم من رسم مستقبل مشرق لهم ولوطنهم. ويأتي قرار إعادة خدمة العلم بقالبها الجديد، بحسب البطاينة، ليتوافق مع متطلبات المرحلة، خاصة أن لخدمة العلم بعدين مكملين لبعضهما لا يمكن العمل بأحدهما بمعزل عن الآخر، وهما "تعزيز القيم والهوية الوطنية وتكريس مفهوم وثقافة الانضباط والالتزام وتحمل المسؤولية وتعزيز ثقافة العمل التطوعي الذي يزرع ويرسخ قيم الانتماء لتراب الوطن الغالي، وهذا مطلب لأولياء الأمور وأصحاب العمل في القطاع الخاص على حد سواء".
وعن البعد الثاني، بين البطاينة أنه "يتعلق بإكساب المهارات التقنية والمهنية والعملية التي من شأنها تأهيل الشباب لتمكينهم من الدخول إلى سوق العمل بكفاءة واقتدار".
وأكد البطاينة أن وزارة العمل تفتخر وتعتز بالشراكة مع القوات المسلحة - الجيش العربي؛ المؤسسة العسكرية التي كانت دائما ولا تزال رمزا للولاء والانتماء والكفاءة العالية والمهنية المتميزة لتحقيق أهداف هذا الجهد الوطني الكبير الذي يخص الفئة الأكبر من مجتمعنا، وهي فئة الشباب العمود الفقري للقوى العاملة في أي مجتمع، ويأتي ذلك في وقت ارتفعت فيه معدلات البطالة إلى مستويات غير مسبوقة، وهذا متوقع بسبب الظروف الاقتصادية والصحية التي ألمت بالعالم بأسره.
وأوضح البطاينة أن خدمة العلم ستكون إلزامية للذكور الأردنيين استنادا لأحكام المادة 3 من قانون خدمة العلم لسنة 1986 وتعديلاته، وأن مدة الخدمة ستكون 12 شهرا. أما عن الفئة المستهدفة والمعايير، فأكد وزير العمل أن القوات المسلحة ستقوم باستدعاء كل أردني ذكر من عمر 25 سنة ولغاية 29 سنة والفئة التي سيجري استدعاؤها في الدفعة الأولى هم من مواليد 1995 ممن تنطبق عليهم المعايير التالية:1- ان يكون الشخص دون عمل، وليس له اشتراكات فعلية بالضمان الاجتماعي خلال السنة الأخيرة التي تسبق تاريخ استدعائه لخدمة العلم، أو لا يكون قادرا على اثبات عمله بانتظام خلال السنة الأخيرة التي تسبق تاريخ الاستدعاء بصرف النظر عن الاشتراك بالضمان الاجتماعي، ولا يكون شريكا في شركة مسجلة أو مالكا لمؤسسة فردية مسجلة لدى الجهات المختصة فعالة خلال السنة الأخيرة التي تسبق تاريخ الاستدعاء. 2- أن لا يكون مقيما خارج المملكة. 3- أن يكون لائقا صحيا وغير مصنف طبياً بدرجة خامسة بناءً على لجنة طبية. 4- أن لا يكون الأبن الوحيد (الذكر) لوالديه او لأحدهما أحياءً أو أمواتا.
5- أن لا يكون طالباً منتظماً على مقاعد الدراسة في المدارس الثانوية أو المعاهد والكليات أو الجامعات وبأي مستوى تعليمي. 6- أن لا يكون رباً لأسرة قبل استدعائه إلى خدمة العلم
واضاف البطاينة أنه سيتم مزج المكلفين من مختلف المحافظات في مواقع التدريب، ما سيحقق مكاسب عدة، وسيمنح المكلف طول فترة الخدمة راتبا شهريا مقداره 100 دينار.
وأوضح وزير العمل أنه سيتم تعديل تعليمات التعيين في الخدمة المدنية بحيث تضاف نقاط للمكلفين الملتحقين في خدمة العلم.
وعن اسباب اعتبار الفئة العمرية من 25 الى 29 سنة أولوية لخدمة العلم، بين أن معدل التغير في النشاط الاقتصادي لهذه الفئة أكبر منه في الفئات العمرية الأخرى (أي أن يصبحوا غير نشيطين اقتصاديا هو احتمال أكبر) بالإضافة إلى أن الارتفاع في معدلات البطالة هو الأعلى في هذه الفئة.
وعن هيكلية ومساري البرنامج، لفت البطاينة إلى أن البرنامج يتضمن تدريبا عسكريا مدته 3 أشهر، يتخلله أسبوعان يقوم فيهما المكلف بأعمال خدمة مجتمعية، تحت اشراف مباشر من القوات المسلحة، وسيكون ذلك مع مبيت بحيث يعطى المكلف عطلة نهاية اسبوع كل شهر.
وتابع، وبعد انتهاء الأشهر الثلاثة للتدريب العسكري، يوزع المكلفون تبعا لاحتياجات فرص التدريب العملي إلى مسارين، المسار الأول التدريب التحضيري الذي يتضمن تدريبا على مهارات تحضيرية لسوق العمل، وتدريبا في مواقع العمل لمدة 9 أشهر، أما المسار الثاني، فهو التدريب المهني أو التقني بالإضافة إلى تدريب في مواقع العمل لمدة 9 أشهر، وسيطبق بهذه الحالة التدريب المزدوج لمدة 9 أشهر.
وأكد البطاينة أن قرار إعادة خدمة العلم لم يكن وليد اللحظة ولم يتخذ على عجل، وإنما على ضوء دراسات معمقة توجت بتوجيهات ملكية سامية قبل أشهر، وشرعت الحكومة استجابة للأمر الملكي ممثلة بوزارة العمل وبالتعاون والشراكة مع القوات المسلحة/الجيش العربي منذ تلك اللحظة بعقد اجتماعات مكثفة ودراسة الأمر دراسة حثيثة ومعمقة.
وحول مصير برنامج خدمة وطن والفرق بينه وبين خدمة العلم، أكد البطاينة أن الحكومة لا زالت معنية ببرنامج خدمة وطن الذي كان الالتحاق به اختياريا، وبلغ عدد الذين استفادوا من المرحلتين الأولى والثانية في هذا البرنامج 6471 شخصا، إلا أن الدفعة الثانية ونتيجة تعرض المملكة لجائحة كورنا تأثر مسارها بشكل كبير.
وأضاف ان الدفعات المقبلة من خدمة وطن اختيارية للإناث فقط وبالتعاون مع الأمن العام، وسيجري تعديل تعليمات التعيين في ديوان الخدمة المدنية ليتم إضافة نقاط للإناث اللواتي يلتحقن ببرنامج خدمة وطن من الآن فصاعدا. وعن موعد بدء خدمة العلم، أوضح البطاينة أنه سيتم استدعاء 5 آلاف شاب في الدفعة الأولى لخدمة العلم للعام الحالي من مواليد 1995، كما سيتم استدعاء 15 ألف شاب في العام المقبل 2021، وستسعى الحكومة والقوات المسلحة إلى زيادة الطاقة الاستيعابية بتدرج. وقال مساعد رئيس هيئة الأركان المشتركة للإدارة والقوى البشرية العميد الركن عبد الله شديفات "إن إعادة تفعيل خدمة العلم تأتي في ظروف دقيقة تمر بها المملكة من الناحيتين الاقتصادية والاجتماعية؛ إذ تهدف القوات المسلحة من هذا التفعيل إلى إعداد وصقل الشباب ووضعهم بصورة التحديات التي تواجه الوطن ما يمكنهم من النهوض به والوقوف معه ليكونوا عنصراً فاعلاً في التنمية الوطنية الشاملة تحقيقاً لرؤى وتطلعات جلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة الملك عبدالله الثاني الذي يحرص دوماً على الاهتمام بالشباب حاثاً إياهم على أن يكونوا بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم لتحقيق طموحات الوطن".
وأكد شديفات أن القوات المسلحة الأردنية/الجيش العربي مستمرة في القيام بواجبها الرئيس في الدفاع عن أمن وحماية حدود المملكة، كما أخذت على عاتقها الاهتمام والنهوض بالقطاعات كافة منذ تأسيس الدولة الأردنية، إذ كان لها العديد من الإنجازات في جميع القطاعات التنموية، حيث عملت جنباً إلى جنب مع جميع الوزارات والمؤسسات الخدمية فأنشأت وأسست العديد من المشاريع والبنى التحتية.
وبين شديفات أن القوات المسلحة تسعى من خلال هذا البرنامج إلى تعزيز قيم الولاء والانتماء لدى شبابنا وتنمية الحس الوطني لديهم من خلال البرنامج التدريبي المعد لهذه الغاية ويستمر لمدة عام، منها 3 أشهر تدريبا عسكريا داخل مواقع التدريب المخصصة و9 أشهر ستكون بالتعاون مع وزارة العمل في مواقع التدريب المدنية التي ستختارها الوزارة ويبقى فيها المكلف حتى انتهاء مدة التكليف، من أجل التدريب على بعض المهن الحرفية المحددة التي تسهم في الحد من البطالة لهذه الفئة العمرية المستهدفة.
وأشار إلى أنه يطبق على المكلفين قانون خدمة العلم وتعديلاته ونظام أعمال التجنيد ونظام كادر المكلفين في خدمة العلم وجميع القوانين والأنظمة والتعليمات العسكرية بما فيها قانون العقوبات العسكري وتأمينه صحياً خلال هذه الفترة، وسيتم منح شهادة تعيين عسكرية بدلاً عن وثائقه وإثباتاته كافة، كما سيطبق قانون أحكام الضمان الاجتماعي على المكلفين عند حدوث إصابة بسبب الخدمة أو أثناء تأديتهم لها بمقتضى أحكام هذا القانون.