جريمة قتل الناشطة الصيدلانية شيلان التي هزت بغداد وعموم العراق
كل المعطيات التي توفرت ، والتي أعلنت ، سواء عبر اعترافات القاتل أو من خلال جهاز مكافحة الارهاب العراقي تتحدث عن " غموض " يكتنف مقتل الناشطة الكردية شيلان دارا رؤوف ، وهي الفتاة الصيدلانية ، وحيدة والديها التي قتلت في بغداد الثلاثاء هي ووالدها ووالدتها على يد مجرمين اقتحموا منزلها في ضاحية المنصور ، واللافت أنه وفي ما بعد ، تم اغفال حقيقة أن الذين قاموا بعملية القتل هم مجموعة من الذين يرتدون زي رجال الأمن ، بل اقتصر الحديث عن قاتل واحد فقط .
القاتل الذي نشرت الحكومة العراقية اعترافاته عبر تسجيل بالفيديو ويعمل رجل أمن زعم بأنه ذهب الى منزل شيلان من اجل اقتراض مال من والدها ، وبانه وبعد ان تلقى رفضا منه قام بقتله ، ومن ثم قتل زوجته طعنا ، وأثناء انغماسه في جرائمه عادت شيلان الى المنزل لتفاجأ بالقاتل الذي قام بضرب راسها بالحائط وخنقها بـ " مخدة " الى ان لفظت انفاسها الاخيرة خنقا على يد هذا المجرم الدموي وفق روايته .
ولأن الأمر يتعلق بناشطة عراقية كردية تقوم بعمليات اسعاف الجرحى في ساحة التحرير ومعروف عنها معارضتها للمحاصصة الطائفية وفساد الطبقة السياسية ، فإن عملية تصفيتها وتصفية عائلتها أخذ منحى آخر يصب في خانة تصفية المعارضين على يد الميليشيات الايرانية المسلحة التي تنشط في العراق بدون حسيب ولا رقيب ، تحت مسمى الحشد الشعبي وتقوم باغتيالات وصل تعدادها إلى مئات الناشطين والناشطات وسبق وتطرقنا الى ذلك عبر مقال سابق .
ما يعزز الاغتيال السياسي في هذه الجريمة هو ما قاله قائد شرطة في بغداد لوكالات الانباء عن أن عددا من المسلحين اقتحموا منزلا في حي المنصور غرب بغداد ، مساء الثلاثاء ، وقتلوا افراد العائلة نحرا ، وتبين بأن الضحايا هم الشابة الصيدلانية الناشطة شيلان ووالداها " وايضا ما غرد به النائب الكردي هوشيار عبد الله الذي قائلا : " كانت شيلان ناشطة في ثورة تشرين، وكلنا نعرف مدى خطورة الموقف " ، وهو ما وافقته عليه كتلة التغيير الكردية التي اصدرت بيانا قالت فيه : " إننا وفي الوقت الذي ندين فيه هذا الحادث الإجرامي بأشد عبارات الإدانة والاستنكار نطالب الحكومة وعلى رأسها رئيس مجلس الوزراء بإجراء تحقيق مستقل وبإشراف مباشر من قبله خشية إخفاء ملابسات هذا الحادث"..
وإذا قرأنا استراتيجية ايران في العراق فإننا ندرك بأن بث الرعب هو أحد أهم اساليبها لتحقيق اهدافها في ابتلاع هذا البلد ، ناهيك عن الخصومة التي تشوب علاقة الكاظمي بالحشد الشعبي الايراني والاحزاب الموالية لايران ، ولتحقيق اهدافها متوسطة وبعيدة المدى ، فإنها تعمد إلى اسلوبها اياه في القتل والذبح والتشريد والاغتصاب ضد معارضيها في مسعى لشل اوصال كل من يفكر باستبعادها من عواصم سبق وقالت إنها باتت تحت سيطرتها .
الشابة الصيدلانية شيلان رؤوف ووالداها ليسوا بالنسبة لايران سوى ارقام مرفوعة على لوائح الاغتيالات ، ولن يتم اسقاط هذه اللوائح القذرة إلا بانتهاء هذا النظام الاجرامي القائم على الدماء والقتل والخراب .
رحم الله شيلان ووالديها الذين دفعوا ضريبة غالية مع من سبقهم من شهداء احرار العراق الطامحين بتحرير بلدهم العربي الأصيل من دنس ملالي الفرس المتخلفين القابعين في سراديب الجهل والهرطقة وانسداد الأفق .
جى بي سي نيوز