شحاده ابو بقر يكتب : قرار ملكي حكيم وترحيب خليجي حكيم!

يسجل للملك بالثناء قرار طلب الانضمام الى منظومة دول مجلس التعاون الخليجي، ويسجل لسائر قادة دول المجلس في المقابل وبذات الثناء الترحيب بهذا الطلب.
منذ سنوات كنا نؤكد ضرورة الاقدام على اتخاذ القرار الاستراتيجي الكبير، ولنا في ذلك كل المبررات، فالاردن ذو النظام السياسي الملكي الراسخ، والاردن ذو الخصوصيات التي املتها الظروف الاقليمية والدولية وما خالطها من حروب ونكبات أثقلت كاهله وفاقت قدراته الطبيعية على التحمل، هو بأمس الحاجة الى حليف استراتيجي اقليمي موثوق يوفر له الطمأنينة السياسية والاقتصادية والاجتماعية من جهة، مثلما يوفر له فرصة اطلاق ما لديه من طاقات على هذا الصعيد للتلاقي مع مثيلاتها لدى الحليف الاستراتيجي، من جهة ثانية.
وبالطبع فليس اقرب الينا من وجهة نظر استراتيجية جغرافية ووجدانية وانسانية وسياسية واجتماعية من اشقائنا في الخليج العربي، وتاريخ العلاقات المستمرة بيننا وبينهم ومنذ عقود، ينطوي على كل المؤشرات والتجارب والقيم التي تؤكد في مجملها وبرغم كل ما شهدته المنطقة والاقليم من تحولات، أنهم القريب الوفي والصديق الذي يمكن الاطمئئنان اليه والاعتماد عليه في السراء والضراء على حد سواء.
وحيث نأمل وبقوة ان يكون لانضمام الاردن رسميا الى منظومة مجلس التعاون الخليجي أثار ايجابية جدا على المسيرة الاردنية بكل تفاصيلها من جهة، وعلى مسيرة مجلس التعاون بمجملها من جهة ثانية، فاننا نرى في هذا القرار الاستراتيجي من جانب الاردن ودول المجلس خطوة ذكية وعملية من شأنها دفع الكثيرين في الاقليم الى اعادة النظر بمخططاتهم ونواياهم التي تخفي شرورا كثيرة سواء بالنسبة للاردن او لدول المجلس الشقيقة.
وما دام الشيء بالشيء يذكر، فلا بد من ان نذكر كذلك بدعوتنا السابقة الى ضرورة تفعيل علاقات الاردن مع بريطانيا مع الابقاء على زخم علاقاتنا مع الولايات المتحدة، فبريطانيا هي المسؤولة ابتداء عن وجود « اسرائيل » التي تحتل كامل فلسطين بالقوة العسكرية المتغطرسة والضاربة بعرض الحائط مجمل مكنون الارادة والشرعية الدولية كلها، استنادا الى الدعم الاميركي الاستراتيجي اللامحدود، وذلك لدى المملكة المتحدة تحديدا من المبررات التاريخية والقانونية وحتى ربما عقدة الشعور بالذنب ما يدعوها الى الوقوف في مواجهة أية خطط إسرائيلية اميركية لحل القضية الفلسطينية على حساب الاردن،وبما يخدم تطلعات الحركة الصهيونية في الهيمنة والتمدد والبقاء ومواصلة استعمار الجزء الاكبر من فلسطين والالقاء بكل التبعات والاستحقاقات على كاهل الاردن وفلسطين !، والله من وراء القصد.(الراي)