نصر الله وترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل
لم نسمع من أي مسؤول ايراني تعليقا على الأنباء والتقارير التي تتحدث عن قرب انتهاء اسرائيل من مفاوضاتها مع لبنان بشأن ترسيم الحدود البحرية .
للتذكير : فإن نبيه بري ، رئيس مجلس النواب سبق وصرح لصحيفة النهار اللبنانية في آب الماضي بأن المفاوضات مع الجانب الامريكي حول ترسيم الحدود مع اسرائيل شارفت على النهاية ، في الوقت الذي نقلت فيه القناة العبرية الـ 12 يوم الجمعة بأن استكمال المناقشات سيبدأ عقب الأعياد اليهودية ، أي بعد العاشر من اكتوبر القادم .
ومن نافلة القول أن ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل لا يمكن له أن يتم بدون موافقة حزب الله ، أي موافقة ايران ، وبأن الخلاف الذي اعتور المباحثات التي بدأت في العام 2019 ، هو 860 كيلو مترا مربعا في البحر المتوسط يجري تذليل العقبات المتعلقة بها خاصة بعد زيارة ديفيد شينكر مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى الاخيرة للبنان واسرائيل .
وبرغم كل هذه التطورات على صعيد العلاقة غير المباشرة بين ايران واسرائيل ، فإنه لا زال هناك من يعتقد بأن محور ما يسمى الممانعة في لبنان لا زال يحمل " مشاعل " التحرير " دون الألتفات الى ما يجري تحت الطاولة ، وباعتراف بري نفسه لصحيفة النهار المشهود لها بالمهنية .
إذن : فإن علاقات اقتصادية وسياسية بدئ بترسيخها مع لبنان وحاكمه الفعلي من جهة ، واسرائيل من جهة اخرى قبل تحقيق وعود نصر الله بتحرير فلسطين والقدس ، عبر اهزوجة لا زال ينشدها خامنئي والحرس بدون حياء .
لماذا لا يخرج نصر الله ولو تلميحا معلقا على مثل هكذا تقارير تحدث عنها زميله القطب الشيعي ، رئيس مجلس النواب الأبدي ، ولماذا لم يقل لنا ، ولو عبر أعلامه في المنار وغيرها ، بأن تحرير القدس يبدأ من مياه المتوسط كما سبق وقال بأن تحريرها يبدأ من سوريا .
بهذا الاتفاق المرتقب ، تتهتك جميع أستار الحزب السرية : جبته وعمامته " المقدسة " ، وتسقط ورقة التوت الاخيرة عن عورة المرشد التي سبق وكشفتها الثورة السورية حتى قبل أن يرفع نصر الله راياته الطائفية على مآذن القصير وبيوتها المهدمة .
فوق هذا وذاك ، لا زلنا نسمع من يدافع عن ملالي ايران " وكأن كل حقائق المتوسط ليست سوى مشهد من افلام الخيال العلمي .
جى بي سي نيوز