باحثة : يستحيل وصول (كورونا) للمياه الجوفية
المدينة نيوز :- جزمت باحثة متخصصة في مجال الفيروسات بان فيروس كورونا يستحيل وصوله للمياه الجوفية كفيروس فعال في الاردن. وبينت طالبة الدكتوراة في برنامج المياه والصحة في جامعة فيينا التقنية و الجامعة الاردنية د.رها العساف «في حالة المياه الجوفية فان هذه المياه تقع على أعماق عالية في الاردن بحث تتجاوز 300 متر في المفرق، وجنوب عمان، ومعظم الأراضي المرتفعة، وتبلغ أدناها في الاغوارالوسطى والجنوبية، ومركز حوض الأزرق بحدود 20 – 30 مترا، علما بان المياه الأقل عمقا عادة ما تستخدم للزراعة وتضخ مياه الشرب من الخزانات العميقة». وزادت «أن هذا العمق يشكل حماية للمياه الجوفية، ذلك ان أي تلوث على سطح الأرض، يحتاج شهورا، إن لم يكن سنوات، للوصول للمياه الجوفية، كما أن تركيب التربة والصخور، والتي تبطئ من وصول التلوث البكتيري او الفيروسات، يشكل عائقا امام انتقال الملوث».
وأشار «الى أن منظمة الصحة العالمية، حددت بأن الملوثات البكتيرية والفيروسية تموت خلال 50 يوما، من الحركة في التربة او الصخر، وهنا نرى جازمين بان فيروس كورونا يستحيل وصوله للمياه الجوفية كفيروس فعال في بلد مثل الاردن ولكن وفي حالات نادرة جدا قد تسجل بقايا الحمض الجيني للفيروس في المياه وهذه لاتملك اي تأثير على الصحة العامة». وقالت عن انتقال الفيروس من خلال حالة المياه السطحية :«أن احتمالات التلوث بشكل عام اكبر بكثير كونها على اتصال مباشر مع النشاطات البشرية المختلفة،لذا غالبا، ما تحتاج المياه السطحية للمعالجة قبل استخدامها للشرب بعكس المياه الجوفية الصالحة للشرب مباشرة في معظم الأوقات» ، وفق الرأي .
وبينت عن آلية وصول الفيروس لمصادر المياه من خلال المياه العادمة او من خلال دفن المصابين في مقابر خاصة:«نادرا ما تم تسجيل وجود الفيروس بصفته الفعالة في هذه المياه، وذلك نظرا لهشاشته امام المياه والمنظفات التقليدية، لكن تم تسجيل بقايا للفيروس متفككا في المياه العادمة، وهذا لا يشكل خطرا على صحة العاملين في محطات المعالجة». وجددت التأكيد» وانطلاقا من هذه الحقائق، تم تطوير علم الوبائيات المعتمدة على المياه العادمة والهادف لاستخدام المياه العادمة، كاداة للتقصي الوبائي لمرض كورونا، وامراض اخرى عديدة مثل التهاب الكبد الوبائي وفيروس شلل الاطفال». ولفتت الى » أنه كثر الحديث مؤخرا عن التخوف من مقابر ضحايا وباء كورونا، واثارها على البيئة المحيطة والمياه الجوفية، وهنا لا بد من التوضيح، بضرورة تكريم الضحايا دون المس بمشاعر ذويهم وحفظ حقهم، بأن يدفنوا كل حسب معتقده، وهذا لايتنافى مع أسس التباعد اثناء الدفن، ومنع اية نشاطات في المنطقة المحيطة بهذه المدافن».
ولفتت الى » أنه كثر الحديث مؤخرا عن التخوف من مقابر ضحايا وباء كورونا، واثارها على البيئة المحيطة والمياه الجوفية، وهنا لا بد من التوضيح، بضرورة تكريم الضحايا دون المس بمشاعر ذويهم وحفظ حقهم، بأن يدفنوا كل حسب معتقده، وهذا لايتنافى مع أسس التباعد اثناء الدفن، ومنع اية نشاطات في المنطقة المحيطة بهذه المدافن». وقالت فيما يتعلق بامكانية انتقال الفيروس من اجساد الضحايا باتجاه المياه الجوفية «أن هذا الخطر أبعد ما يكون في بلد مثل الاردن حيث ان انتقال الفيروس او الملوثات من المقابر، يستلزم وجود وسط ناقل مثل مياه الامطار، والتي تحمل الملوثات من المدافن باتجاه المياه الجوفية، وهذا غير ممكن في الاردن كون معدل الامطار يقل عن 200 مم سنويا في اكثر من 80% من مساحة المملكة مشيرة الى أن هذه المعدلات من الامطار غير قادرة على نقل الملوثات من السطح للمياه الجوفية خاصة ان معظم هذه الامطار تكون بشكل جريان سطحي ويترشح منها اقل من 10% باتجاه المياه الجوفية.
وبينت «أن عمق المياه الجوفية المرتفع في بلدنا، إضافة لدور التربة المتمثل بتركيبها الطيني،غالبا يخفض احتمالية انتقال الفيروس كما يسهم عامل الوقت في تفكيك الفيروس لاجزاء غير فعالة». ودعت «الى النظر الى الموضوع بصورة شمولية أكبر وحماية مصادر المياه من خلال وقف استخدام الحفر الامتصاصية والتي تشكل خطرا اكبر على المياه الجوفية من وباء كورونا وتداعياته».