حـــرب اذربيجان وارمينيا .. تعرف على الجذور والاسباب

المدينة نيوز - : أوردت العديد من المصادر الإسرائيلية تقارير حول الحرب الدائرة بين أذربيجان وأرمينيا، تطرقت فيها إلى جذور النزاع والمشاركة الدولية في هذا الصراع على النحو التالي ومن هذه المصادر يديعوت+ معاريف +إسرائيل اليوم وقد ترجمت جي بي سي نيوز  هذه التقارير وتاليا خلاصتها : :

جذور الصراع: إن التوتر القائم بين الأرمن المسيحيين والأذربيجانيين المسلمين تصاعد في السنوات الأخيرة من حياة الاتحاد السوفيتي قبل انهياره حول منطقة ناغورني كارباخ التي كانت ضمن أراضي الجمهورية السوفيتية الأذربيجانية، وعندما انهار الاتحاد السوفيتي عام 1991، كانت المنطقة المذكورة ستجد نفسها تحت سيادة أذربيجان، بيد أن الأرمن رفضوا ذلك، مما أدى إلى اندلاع حرب بين الدولتين، ولم يتم التوصل إلى وقف نار بين الدولتين إلا بعد ثلاث سنوات، بيد أن وقف النار كان ينتهك بين الدولتين بين الفينة والأخرى.

ما هي منطقة ناغورني كارباخ ؟ منطقة جبلية مليئة بالغابات داخل أذربيجان بيد أنها خاضعة لسيطرة القوات الأرمنية. والطرفان يدعيان السيادة عليها، وقد اسفرت الحرب التي اشتعلت بين الطرفين خلال الفترة الواقعة بين 1991 – 1994 إلى مقتل ثلاثين ألف نسمة. هذا ويعترف القانون الدولي بالمنطقة كجزء من أذربيجان، بيد أن الأرمن الذين يشكلون أغلبية السكان فيها يرفضون حكم أذربيجان، ويديرون شؤونهم بأنفسهم بدعم من أرمينيا. لقد أعلن الأرمن في المنطقة حال انهيار الاتحاد السوفيتي عن استقلالهم عن أذربيجان.

ما المختلف في الحرب الحالية؟ تبدو هذه الحرب أوسع حرب بين الطرفين منذ عام 1994، وقد سقط وأصيب فيها المئات من الجرحى والقتلى، وعلى عكس الحروب السابقة، فإن الجولة الحالية وصلت إلى عمق أذربيجان وأرمينيا، وحتى إيران.

ما هو الوضع الدولي؟ إن الصراع في ناغورني كارباخ لا يقلق المجتمع الدولي فقط بسبب الدماء والخراب، بل أيضا نظرا لأن هذه المنطقة في القوقاز تتسم بوجود أنابيب نفط وغاز هامة تنقلهما إلى العالم كما أن هناك مخاوف من انجرار دول أخرى للقتال، مثل روسيا المسيحية التي تعتبر الشريك الاقتصادي لأرمينيا، رغم إن لها علاقات جيدة مع أذربيجان. وكذلك وتركيا المسلمة التي تعتبر أكبر حليف لأذربيجان. وقد أفادت التقارير خلال الأيام الأولى من الحرب بين الدولتين إن مقاتلين مرتزقة عبروا  من سورية عبر تركيا إلى ناغورني كارباخ لمساعدة أذربيجان في الحرب.

هذا ولا زال القتال في ناغورني كارباخ متواصل، رغم أن الطرفين تمكنا من التوصل إلى هدنة بوساطة روسية، بيد أن هذه الهدنة سرعان ما تم انتهاكها، ثم انهارت نهائيا. وقد اتهمت أذربيجان القوات الأرمنية بقصف سلسلة من القرى الأذربيجانية مما أدى إلى مقتل تسعة  أشخاص وإصابة 30 بجراح جراء الصواريخ التي أطلقوها على بلدة "جنجه" التي تعتبر ثاني أكبر بلدة في أذربيجان. وقد وصف رئيس أذربيجانإلهام علييف القصف بجريمة حرب، وانتهاك صارخ للهدنة، وتوعد بالرد. لقد قتل منذ بدء القتال في السابع والعشرين من أيلول الماضي حوالي 400 شخص، وشرد الآلاف من منازلهم. وقد نفت وزارة الخارجية الأرمنية أن يكون جيشها قد قصف "جنجه" واتهمت قوات أذربيجان بانتهاك الهدنة. كما أكدت جهة أذربيجانية رفيعة على أن الهدنة هي مؤقتة، وإن أذربيجان لا تعتزم سحب قواتهم من منطقة ناغورني كارباخ، وإنها عازمة على احتلال باقي المنطقة.

وذكرت جريدة يديعوت إن المحادثات المكثفة التي اجرتها موسكو مع الطرفين أدت إلى التوصل إلى اتفاقية هدنة، والتي مكنت الطرفين من تبادل الأسرى والجثث هذا وتحاول كل من روسيا والولايات المتحدة منذ عشرات السنوات التوصل إلى اتفاق بين الطرفين بدون جدوى.

وذكرت جريدة يديعوت إن رئيس منطقة ناغورني كارباخأرايك هاروتيونيانقال إن إسرائيل لم تقم خلال الحرب التي نشبت بين الانفصاليين الأرمن وأذربيجان في نيسان 2016 بتزويد أذربيجان بالأسلحة، بل إنها أرسلت خبراء أسلحة إسرائيليين لاستخدام تلك الأسلحة. وقال: إن قول المسؤولين الإسرائيليين إنهم لم يكونوا يعرفون إن الطائرات المسيرة التي باعوها لأذربيجان ستستخدم للهجوم على مواقع الأرمن هي اقوال مضحكة.

وذكرت الجريدة إن إسرائيل تقيم علاقات استراتيجية متشعبة مع أذربيجان الدولة المسلمة الشيعية والعلمانية المتاخمة لإيران. وهي تزودها بالسلاح الأمر الذي حدا بأرمينيا لإعادة سفيرها من إسرائيل .

المصدر : جي بي سي نيوز - ترجمة خاصة