الأخوان المسلمون : الاعتداء على المتظاهرين جزء من سياسة الحكومة

المدينة نيوز - أصدر حزب جبهة العمل الاسلامي بيانا يدين فيه اعتداء قوات من الأمن على معتصمين حاولوا الوصول الى الحدود الاردنية الفلسطينية مساء الأحد 15/5/2011 .
وفيما يلي نص البيان:
بيان صادر عن حزب جبهة العمل الإسلامي
في ذكرى اغتصاب فلسطين والزحف نحو الأراضي العربية المحتلة
اغتصاب فلسطين كان وما زال وسيبقى النكبة العظمى في تاريخ الأمة المعاصر، والحدث الأبرز عالمياً والسبب الأكثر تهديداً للأمن الإقليمي والدولي. وذلك لأنه يمثل اقتلاع شعب من وطنه، والإلقاء به خارج حدوده وإحلال شعب من شتى أنحاء المعمورة مكانه، يحمل مشروعاً عنصرياً توسعياً . ومع أن إحياء اللاجئين الفلسطينيين وجماهير الأمة العربية والإسلامية لهذه المناسبة عمل دأبت عليه على مدى اثنين وستين عاماً إلا أن إحياء المناسبة لهذا العام كان متميزاً، ولعل حالة النهوض التي تعيشها جماهير الأمة، والمصالحة الفلسطينية أسهمتا الى حد كبير في استنهاض الجماهير وتطوير فعالياتها . ولعل أبرز مظاهر التعبير تمثلت بزحف الأعداد الكبيرة عبر الأقطار المحيطة بفلسطين الى خطوط وقف إطلاق النار، ومحاولة اجتياح الخطوط ، وقد أفلح بعضها في اجتيازها ما أوصل رسالة للكيان الصهيوني الغاصب وللدنيا بأسرها أن العودة حق، وأنها قادمة لا محالة مهما أمعن العدو في التنكيل بالشعب الفلسطيني وتوسع في تطوير آلته الحربية، وتجاهل العالم هذا الحق الثابت المدعوم بالقرارات الدولية، والمكفول بالمواثيق والقوانين الدولية .
ولم يقتصر الزحف على اللاجئين الفلسطينيين المستمسكين بحقهم في التحرير والعودة وإنما انضم إليهم الكثيرون من العرب والمسلمين وأحرار العالم، ما يؤكد أن حق العودة يكسب تأييداً عالمياً متزايداً.
إن حزب جبهة العمل الإسلامي من موقع إيمانه بعدم شرعية الكيان الصهيوني، وبحق الشعب الفلسطيني بالعودة إلى دياره التي أخرج منها، وبأن القضية الفلسطينية قضية عربية إسلامية إنسانية، فضلاً عن أنها قضية فلسطينية يحيي الجموع التي توجهت نحو فلسطين ويعتبر زحفها تمريناً على الزحف القادم الذي سينهي الكيان الصهيوني من جذوره . كما يحيي الدماء الزكية للشهداء والجرحى، التي سفكت على يد العدو، الذي لا يقيم وزناً للقيم الإنسانية حيث تعامل بوحشيته المعهودة مع المواطنين العزل، الذين عبروا عن حقهم في العودة وفقاً لقرار الأمم المتحدة رقم 194 .
إن حزب جبهة العمل الإسلامي لم يفاجأ بالوحشية الصهيونية التي درج عليها العدو منذ وطئت أقدامه أرض فلسطين، ولكنه تفاجأ بالطريقة التي تعاملت بها الأجهزة الأمنية الأردنية مع المواطنين والمتضامنين العرب والمسلمين والأجانب .
لقد دأبت الحكومات الأردنية المتعاقبة بما فيها الحكومة الحالية - التي أكد رئيسها بالأمس القريب على أن دولة فلسطينية من دون القدس وحق العودة اغتيال للمشروع الوطني الفلسطيني – على التأكيد أن حق العودة مصلحة وطنية أردنية فضلاً عن أنه حق فلسطيني مشروع .
إن اعتداء قوات الدرك وشركائها ممن يرتدون الملابس المدنية على المواطنين والمتضامنين، بإطلاق النار، والقنابل الغازية، واستخدام كل أشكال العنف بحق الأبرياء العزل، الذين عبروا عن إرادة الشعب الأردني في التمسك بحق العودة، ورفض التوطين، والوطن البديل، شكل صدمة للشعب الواحد في الأردن وفلسطين، كما أساء لصورة الدولة الأردنية، ولاسيما أن الاعتداء طال ضيوف الأردن والإعلاميين، وألحق بهم ضرراً بالغاً، أبرزته كثير من وسائل الإعلام العربية والدولية .
إننا في حزب جبهة العمل الإسلامي إذ ندين هذا الاعتداء على المواطنين والمشاركين، والذي أصبح جزءاً من سياسة الحكومة في فرض إرادتها على الشعب، لنطالبها بوضع حد لهذه السياسة، وأن تقصر التعامل مع وسائل التعبير السلمي على جهاز الأمن العام فقط، الذي مهمته حماية الفعالية وتقديم قوى الشد العكسي والمتصدين للفعاليات للقضاء .
والله نسأل أن يحفظ وطننا وأمتنا من كل سوء وأن يجعل تناقضنا مع المحتلين
عمان في 13 جمادى الآخرة 1432هـ حزب جبهة العمل الإسلامي
الموافق 16 / 5 / 2011م