حمله لملاحقة النصابين والمحتالين أيضًا
ما الذي يمكن ان نفعله لمواجهة موجة «النصابين» و المحتالين و اللصوص الذين يستغلون «غفلتنا» أحيانا وطيبتنا أحيانا أخرى لكي يسرقوا ممتلكاتنا..؟
في الأشهر الماضية تمددت في مجتمعنا ظاهرة « الحرامية «، لا اقصد هؤلاء « البلطجية « وأصحاب الاتاوات والخاوات الذين تابعنا فصول القبض عليهم مؤخرا، وانما هؤلاء « المحتالين « الذين يتسللون من خلال الفضاء الالكتروني ومنصات البيع والشراء لاصطياد « ضحاياهم « بخفة وشطارة.
اعرف ان مجتمعنا تغير كثيرا، واعرف أيضا ان « لعنة « التكنولوجيا التي نزلت علينا بالبرشوت افرزت من بعضنا اسوأ ما فيه، وفتحت امامه طرقا « للتسفل « الأخلاقي، واعرف ثالثا ان كل الجهود التي يبذلها جهاز الامن العام وطواقمه العاملة في البحث الجنائي، وهم من خيرة شبابنا، لا تكفي اذا لم نتضافر مع حالة من الوعي المجتمعي، فالمواطن هو « الرقم « الصعب لمواجهة هؤلاء اللصوص الذين ماتت ضمائرهم، وتحولوا الى وحوش كاسرة يمكن ان تفعل أي شيء، حتى لو ازهقت ارواحا بريئة، من اجل ان تسرق وتحصل على المال.
لدي ما يكفي من امثلة وقصص سمعتها من مواطنين وقعوا في مصيدة هؤلاء « النصابين «، خذ مثلا مسألة الاحتيال لسرقة السيارات من أصحابها ثم بيعها عليهم، خذ ايضا مداهمة البيوت من خلال نساء او شباب متسولين او اخرين « يتقمصون « أدوار الموظفين، خذ ثالثا رسائل الاحتيال التي تصل من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وتهكير الهواتف، والامثلة – بالطبع – اكثر من ان تحصى.
ما استوقفني في سياق هذه القصص ما يسمى « بالسوق المفتوح «، هذه الفكرة ليست جديدة، ففي بلدان العالم مثل هذا السوق المفتوح على الفضاء الالكتروني، لممارسة عمليات البيع والشراء، لكن ما حدث في بلادنا - للأسف – ان « اللصوص « دخلوا على الخط، فحولوا هذه المنصة الى مصيدة « للاحتيال « وقد ذكر لي احد إخواننا في الامن العام ان عشرات القضايا تصلهم يوميا من مواطنين تم الاحتيال عليهم من خلال هذا السوق الذي تحول فعلا الى سوق « للحرامية «.
ما اريد ان أقوله هو ان مجتمعنا، في ظل كورونا تحديدا، تعرض لتحولات كبيرة وخطيرة، وان الناس أصبحت « تأكل بعضها « وبالتالي لابد ان ننتبه لانفسنا، وان نحمي «بيوتنا « واولادنا بالحذر والوعي والانتباه من الوقوع في هكذا مصائد، ثم لابد ان يتحرك إخواننا في الأجهزة الأمنية بشكل اكثر زخما لنشر التوعية بين الناس، من خلال وسائل الاعلام، وقبل ذلك ضبط مثل هذه « البؤر « التي يخرج منها المحتالون، وخاصة المنصات المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي والفضاء الالكتروني، لا اعرف كيف ؟ لكن لابد ان نحمي مجتمعنا ضد هذه الموجات من « التسفل « والحرمنة التي استنزفت ما بقي لديه من إحساس بالامن والطمأنينة، وما لديه من أموال وممتلكات أيضا.
الدستور