ماذا بعد اغتيال العالم النووي الايراني محسن فخري زادة ؟
بعد يوم واحد من تبجح ايران باجراء مناورات في الخليج العربي ,واعلانها نشر 1000 قطعة بحرية تحت مسمى " التعبئة البحرية " تصاب الدولة عموما وجهاز الأمن الايراني بشكل خاص في اليوم التالي بانتكاسة أمنية ونفسية جديدة تمثلت باغتيال محسن فخري زادة أكبر علماء ايران النوويين ورئيس الصناعات العلمية في وزارة الدفاع الايرانية .
اغتيال الشخصية العلمية الايرانية الكبيرة من خلال هجوم مسلح يطرح اكثر من سؤال حول ما حاولت وتحاول ايران عبثا ترويجه عن أنها دولة آمنة ومسيطر عليها ، في حين يثبت ما يجري من اختراقات عكس ذلك تماما ، ولسنا بحاجة ألى التذكير باغتيال أهم شخصية بعد المرشد وهو قاسم سليماني الذي عد اغتياله اختراقا امنيا من نوع خاص ، بالاضافة الى تمكن اسرائيل من الحصول على كامل المحتوى لاسرار مفاعل نووي جنوب طهران بما يصل الى حوالي نصف طن من الاسرار النووية التي تحوي 55 الف وثيقة وقرص مدمج ، وهو الاختراق الذي أعلن عنه نتنياهو شخصيا في وقت سابق عبر مؤتمر صحفي عارضا امام الكاميرات ما سمح أمنيا بنشره ومن ضمنه صورة العالم النووي المذكور ، ويتبع ذلك عشرات عمليات الهجوم السيبراني والهجمات الاستخبارية الخاطفة التي خلفت قتلى بين العلماء " 6 علماء نوويين " مضافا اليها تفجير مفاعل نطنز الشهير واحراق 1000 جهاز طرد مركزي والعديد من المصانع والاختراقات التي تبثها مجاهدي خلق والفصائل الكردية والبلوشية والاحوازية العربية الداخلية وغيرها .. هذا وسواه يثبت ما قلناه اكثر من مرة بأن هذه الدولة " البعبع " ليست سوى اسطورة صدقت بها هي نفسها وصدقها العالم " الحر " للأسف ، بل وتواطأ معها كما فعل اوباما من قبل ، وكما يفعل بايدن الآن من خلال مستشاره للأمن القومي الجديد الذي غرد طالبا من ايران ضبط النفس وانتظار سيد البيت الابيض الجديد ، ما يكشف عن طبيعة العلاقة القادمة التي ستربط ادارة الرئيس الفائز بالدولة الفارسية ، وكما فعلت ولا زالت اوروبا التي تربطها بدولة الملالي " قصة حب " نكاية بالعالم السني .
منذ البداية ، اشارت اصابع الاتهام لاسرائيل ، بل ان وزير الخارجية الايرانية قال ذلك صراحة عبر تغريدة له على تويتر الجمعة ، بعد أن نشر نتيناهو كلمة مسجلة قال فيها أنه سيعرض بعض انجازاته خلال اسبوع مضيفا " لكني لا استطيع قول كل شيء " وغني عن البيان بأن توقيت نشر الكلمة المسجلة بالتزامن مع الاعلان عن نجاح عملية الاغتيال يوحي بأن اسرائيل تقف فعلا وراء الهجوم ، إذا اخذنا في الاعتبار ان نتنياهو نفسه سبق وأن أشار - كما قلنا - الى محسن زادة خلال استعراضه لقرصنة الموساد ارشيف ايران النووي العام الماضي ، ولكن زيارة بومبيو الى اسرائيل مؤخرا بصحبة مسؤول ملف ايران ، يشير بقوة إلى دور امريكي أيضا في هذا الاغتيال . .
هل ترد ايران .. هذا سؤال لا غبار عليه ، ولكن الرد الايراني لن يتعدى الردود الأمنية بعد أن يغادر ترامب وليس قبل ذلك حيث لا حيلة للملالي إلا بتقديم شكوى للأمم المتحدة ولمجلس الأمن كما فعلت ، والاهم أن ايران تدرك أكثر من غيرها ان فتح حرب الآن يعني هدية من السماء لدونالد ترامب الذي ارسل الى المنطقة قبل ايام طائرة بي 52 الاستراتيجية بالاضافة الى حاملة الطائرات " نيمتز " .
في قادم الايام سنظل نسمع تهديدات ايرانية لا تتوقف ، ولكن كل ذلك لن يعيد لهذا النظام هيبته بعد الضربات التي تلقاها ويتلقاها في سوريا والآن اغتيال اهم شخصية رفيعة تعادل في أهميتها قاسم سليماني .
إذن : أيام نعومة ودلال في انتظار خامنئي امريكيا واوروبيا وصينيا ، فما الذي اعده العرب للمرحلة القادمة ؟..
قلنا ونكرر : ما حك جلدك غير ظفرك !.
جى بي سي نيوز