الفساد المنظم
موطني...موطني
.
موطني...موطني انت في قلبي, تجري في عروقي, مسرى دمي...موطني...
.
بزغ فجر يوم جديد على أرض الوطن العزيز, وعلى ترابه المبارك. فجراً لطالما انتظره النسل والحرث. فجراً يتبعه نور الحق والصلاح. فجراً يتبعه حرباً شعواء على الفساد والمفسدين.
مع تقدم العلوم والتكنولوجيا, تختلف المفاهيم وتتطور الآليات, ويصبح لابد من استخدام أساليب جديدة للوصول الى الأهداف.
في هذة الرسالة انني أسطر الاطار العام لقضية العصر وحديث الساعة, وأسلط الضوء على السبب الرئيسي لها, والذي يتمثل بآلية الفساد والتي نعزو اليها الفساد على كل أرض البلاد والاسلوب الذي يستخدمه المفسدون في مواجهة الحق والصلاح, حيث أن أساليبهم التقليديه باتت ضعيفة ومكشوفة وبات من السهل وقوعهم تحت يد القانون خاصة في ظل الضروف الجديدة, كما وأسلط الضوء على أسلوب فعال للقضاء على الفساد والمفسدين لما في ذلك من خير للوطن والمواطن.
أما آلية الفساد فتتجسد بشبكة وحلقات, وان أعضاء الشبكة يقومون بحماية أعضاء الحلقات وأعضاء الحلقات بدورهم يقدمون الخدمات لأعضاء الشبكة ويخبئون ما يقوم به أعضاء الشبكة من فساد مالي واداري والشبكة تتكون من موظفين أصحاب درجات عليا جداً وعادة يعملون من وراء
الكواليس وهم أصحاب قرارات نهائية, وأما الحلقات فتتكون من موظفين أصحاب درجات عليا فقط وهم أصحاب قرارات صغيرة وغير مؤثرة.
وان الحلقات مربوطة بالشبكة بشكل مباشر وتتغذاء على فتات وفضلات الشبكة وبالمقابل فان الشبكة توفر الحماية الكاملة للحلقات وجميعها تعمل على الاطاحة بخيرات الوطن ومص دم المواطن.
ومن هذا التفسير غير المجروح, نخلص الى انه اذا ما أرادت الدولة القضاء على الفساد لابد لها من تفتيت الشبكة والحلقات أولاً وذلك بزرع موظفين جدد في مواقع اتخاذ القرارات بحيث أن يكونوا من تيارات مختلفة في الآراء, ومختلفة في طرق التفكير عن بعضها, وأن يكونوا من أصحاب درجات ليس عليا, وذلك لضمان عدم تواصل أعضاء الشبكة وقطع روابطها وأوصالها, وان تعتمد الشهادات العلمية والخبرة العملية مع الشخصية القيادية في اختيار اصحاب القرارات الجدد, وثانياً وضع عقوبات صارمة وقاسية بحق من يثبت علية جرم الفساد وذلك في ظل نزاهة القضاء, علماً وتقوى.