ماذا يعني اعادة صرف العلاوات الحكومية ؟
المدينة نيوز - خاص - :لا يختلف اثنان ان اعادة صرف العلاوات الحكومية اعتبارا من بداية العام القادم 2021 سيكون له اثر ايجابي ينعكس على الأفراد والأسواق والمجتمع ، بما يمثله توفر السيولة بغض النظر عن حجمها من فسحة للافراد والمجتمع وبالتالي انتعاش في الاسواق .
كما إنه لا يختلف اثنان أن جائحة كورونا ضربت في الصميم مختلف القطاعات ، بما فيها العائدات الضريبة التي تعتمد عليها الحكومة في نفقاتها ، وقد كان لهذه الجائحة ، ولا يزال ، اثر سلبي على مختلف القطاعات الرسمية والخاصة ، وبرغم ذلك ، فقد اقرت الحكومة من خلال رئيس الوزراء بشر الخصاونة أن إعادة صرف العلاوة سيتم اعتبارا من العام الجديد وبمبلغ يصل الى حوالي 100 مليون دينار مع نمو يتوقع أن يبدأ في التحسن خلال العام القادم ، حيث تقول القراءات بأن مؤشرا ايجابيا سيطرأ على الاقتصاد بشكل عام .
ولأن وزير المالية توقع عجزا قد يصل الى 2 مليار دينار في العام القادم ، فإن هذا يعني أن الحكومة تنبهت لهذا الأمر واعتمدت على سياسة ضبط النفقات من خلال تقليص النفقات الرأسمالية مع الاشارة الى أن كورونا حرمت الموازنة من حوالي مليار دينار ، وفرضت على الحكومة اعادة قراءة مبالغ المنح المتوقعة والايرادات الضريبية وغير الضريبية ، وهذا يعني بلا شك أن اعادة صرف العلاوات تعني ثقة بالنفس وقدرة على " جبر المكسور " وإن بنسب معينة ، إذا اخذنا في الاعتبار أن أي ارتفاع في نسبة النمو لا يشعر بها المواطن فإنه يصبح ارتفاعا أجوف ويجد صداه فقط لدى المؤسسات الدولية المختلفة المعنية بالمال والديون وبرامج التصحيح ، ولأدراك الحكومة لهذه حقيقة ، فقد تقرر اعادة صرف العلاوة تجسيدا للأثر الملكي في أن الأنسان أغلى ما يملك الأردن ،وهكذا يجب أن يقرأ المواطنون هذه العلاوات لأن الجائحة فعلت بالدول المجاورة الأفاعيل ، ولكن الأردن لا يزال صامدا بمعجزة لا يدركها الا القلة القليلة تتمثل في الثقة المتبادلة بين القيادة والشعب ، وهنا مربط الفرس ، ولولا هذه الثقة لما تمكن اي بلد يمر بظروف الأردن الاقتصادية من الصمود .
اعادة صرف العلاوات من مبالغ تم تقليصها على حساب النفقات الرأسمالية رغم توقع مضاعفة العجز خطوة تحسب للحكومة ولكنها في نفس الوقت تسجل للأردنيين الذين صبروا على مختلف الظروف الاقتصادية والمالية القاسية التي عايشوها خلال2020 ولسان حالهم يقول بلا كلل : "فدوى لعيونك يا اردن ".