ترامب مرشح نموذجي للانتخابات الرئاسية العربية
تماما مثل طفل مدلل أخذوا لعبته المفضلة من بين يديه، يواصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد خسارته للانتخابات الرئاسية، حملته النرجسية والعدائية ضد الانتخابات زاعما حدوث عملية تزوير واسعة.
ولا يزال يقول كلاما يشبه ما يحدث في العالم الثالث، وبشكل خاص في الانتخابات العربية، يزعم ترامب أن "الأموات صوتوا في هذه الانتخابات، وأضيفت أوراق اقتراع تحمل اسم بايدن في منتصف الليل".
يبدو لي وأن ترامب كان مرشح المكان الخطأ، فتصرفاته وعصبيته وغروره واتهمه الآخرين بالتآمر واعتقده أن كل شيء يدور حوله ويتعلق به، تضعه كمرشح نموذجي للانتخابات الرئاسية في الوطن العربي.
المرشح "الديمقراطي" جو بايدن فاز رسميا برئاسة الولايات المتحدة لأربع سنوات قادمة، بحصوله على أصوات 306 أعضاء من أصل 538 في الهيئة الناخبة، مقابل 232 لترامب.
وصادقت كل من الولايات الأمريكية وعددها 50 ومقاطعة كولومبيا على نتائج الانتخابات التي جرت الشهر الماضي، وفاز المرشح بايدن بنحو 81,3 مليون صوت أو ما يعادل 51,3 بالمئة من الأصوات، مقابل 74,2 مليون صوت أي 46,8 بالمئة للرئيس "الجمهوري" ترامب.
لو كان ترامب مرشحا عربيا لتمكن بأقل من جزء من الثانية من قلب النتائج لصالحة وبنسبة 99 بالمائة على أقل تقدير، وبدلا من وقوف الجهات المشرفة على الانتخابات والفرز في الولايات والجهاز القضائي ضده، كانت ستعلن رسميا أن الانتخابات كانت نزيهة 100 بالمائة وجاءت النتيجة لصالح الزعيم الحكيم وصاحب الرؤيا الثاقبة والمحبوب، وأن المرشح الأخر الذي حاول سرقة الانتخابات بالتزوير والغش وبمؤامرة خارجية خسر مذموما مدحورا.
ولأن ترامب اعتاد في سنوات حكمه الأربع الماضية لقاء الحكام الدكتاتوريين في العالم، وكان يحبهم على نحو خاص ويبدي إعجابه بهم، ويدافع عن سياساتهم، ويتودد لهم، يبدو أنه قد وقع تحت تأثيرهم، وبات يتحدث مثلهم، أو على أقل تقدير كان يود لو أنه مثلهم يستطيع سرقة الانتخابات والتخلص من منافسه بالسجن أو الإعدام أو النفي أو وضع سم في فنجان قهوته.
لكن مشكلته أنه في دولة يقوم نظامها السياسي على انتخابات حرة ومكشوفة للجميع لا يستطيع أي مرشح سرقة بطاقة انتخابية واحدة، نظام تقف إلى جانبه سلطة قضائية مستقلة تعتبر المرجع الأخير لكل أمريكي لتحصيل حقوقه أو الدفاع عن نفسه، سلطة رفضت أن تكون ألعوبة بيده رغم أنه هو من عين بعض قضاتها.
لم يستطيع تغيير حكمها أو التأثير على رأيها القانوني والدستوري وبقي يشتم ويعاتب وينكر الحقيقة من بعيد دون أن يمس أي جهاز رسمي بسوء، لكنه يستطيع أن يدعي عبر "تويتر " أنه الرئيس وأنه فاز بالانتخابات وأن عليهم أن يعيدوا له بعلته المفضلة.
السبيل