توجيه ملكي بعودة آمنة ومدروسة
وجه جلالة الملك عبدالله الثاني حكومة د. بشر الخصاونة إلى فتح المدارس والقطاعات بطريقة مدروسة، تحمي المواطنين والاقتصاد الوطني.
هذا التوجيه، يكتسب أهمية كبيرة، مع وصول وبدء عملية التطعيم الوطنية ضد فايروس كورونا، وهي محاولة تلو المحاولة من قبل الدولة لاقناع الناس بأن المسألة ليست رغائب حكومية وقرارات تؤخذ وتراجع وحسب، بل هي سياسات وطنية مشفوعة بتوجيه ملكي سام، لتحقيق الغايات الكبرى في حفظ صحة الناس، وتخفيض كلفة الآثار الاقتصادية.
لقد كان الأردن من الدول السباقة للحصول على مطعوم كورونا، صحيح أن مواعيد ومواقيت الوصول مختلفة، لكن حتى لو أننا كنا أول دولة وصلها المطعوم، فنحن اليوم أمام احجية كبيرة هي اقناع الناس بجدوى المطعوم. إننا نقف أمام أنفسنا في مواجهة بين العقلانية وأولوية الصحة، وبين الإشاعات والأوهام.
نعم كان الملك قائد المواجهة الكبرى مع كورونا وكان الجيش والأمن، وقطاع الطب وكافة اجهزة الدولة، جميعا منخرطين في المعركة، ولبى الأردن نداء الانسانية والوطنية، حين ارسل طائرته إلى أقليم ووهان، واحضرنا ابناء الوطن، واشقاء عرب، وكان ذلك في لحظة ارتباك عالمي واقليمي كبيرين، لكننا كنا قادرين على انقاذ ابنائنا في وقت كانت دولة اكثر قدرة منا قد اعلنت وقف رحالاتها لمنطقة الوباء، آنذاك اعطينا درس الأردن الكبير.
نعم كنا مبادرين وسباقين، وكنا في موجهة حقيقة مع عدو فتاك، نجنحا كثيرا واخفقنا في مرات، ولسنا أمة من دون الناس، لكننا اليوم مع معركة جديدة وهي العودة المدروسة والآمنة، والصحة تظل أولاً، وقبل كل شيء.
لقد شدد جلالة الملك، أمس على أن الأولوية ومنذ بداية الأزمة كانت دائما حماية صحة المواطن، لافتاً إلى ما يشهده الجانب الصحي من تحسن ملموس، وهذا التحسن بات واقعا متحققا على الأرض مع وصول المطعوم.
نحن أمام وضعية وطنية مهمة، ونحن اليوم أمام ظرفية تاريخية تستحق منا أن نحقق المزيد من الانجاز، لاجل وطن أكثر أمناً، ولكي نعود عودة حميدة ومسؤولة وقابلة للتطوير، نعم نريد العودة ونريد الحياة ما استطعنا إلى ذلك سبيلا.
وإذ يوجه الملك الحكومة لعودة مدروسة، فإن العبء الكبير اليوم على القطاعات الخدمية كي تكيف شروط عودتها، وكي تحقق الأهداف المرجوة لاستعادة الحياة بشكلها الطبيعي، فشكرا لجلالة الملك على هذا التوجيه المهم والحاسم، وشكرا لكل من هم في معركة المواجهة لهذا الوباء.
الدستور