احملْ قلبَك على راحتيك ..
كن شجاعاً ..لا تخف ..فأنت العربي المهاجرُ من وجع الغياب إلى وجع الحضور ..!! افتح قلبك ..قلّبه كيف شئت ..لن تجد مكاناً فارغاً فيه ..إنه الاكتمال ؛ نضوجاً و قهراً ..!!
لا تدع قلبك هكذا ..خذه على راحتيك ..امضِ به الآن ..!! هل تعرف أين ستمضي ..؟ تذكر إنك عربي .. وإنك لك في ( كل الأرض ) مكان ..امضِ إلى كل الأرض هذه ..وقل لعشيرتك الأقربين أولاً : أنا الظاهر وهذا القلب هو الباطن ..ألا يوافق هذا ؛ هذا ..؟! أعطهم قلبك يا ابن قلب ..دع عشيرتك الأقربين يقلّبونه ..دعهم يفتّشون فيه عن ضلالاتهم ..ولن يجدوها ..!! دعهم يمرّغوه بالتراب ( بعد أن يسقط منهم سهواً مقصوداً ) ..لا تخف ؛ لن يتوسخ قلبك ..فقلبك هو الذي لا يلملم إلا الطهارة و احتساب الكرامة في معارك لا تدوم إلا بالوقوف بما فيك من اصطبار ..!!
هل انتهيت من الأقربين ..؟ و هل ما زال قلبك على راحتيك ..؟! طُفْ به ..هي الأرض لك ..كلها لك ..عذابها لك ..و رحيقها لك ..!! فمن حقّ قلبك عليك أن تعرضه على كل الأرض ..لا تخف عليه و لا تجزع ..قلبك لا يعيش إلا بالجميع ؛ حتى وإن كان الجميع يتقنون الركل و الطعن و إطلاق الرصاص ..!!
ويلٌ لك ..قلبك على راحتيك ..وأنت واقف بالبلادة كي تمر القوافل ..اعرض قلبك عليهم ..!! هذا قلبك يا فتى ..هذا حلم أُمتك ..هذا نزفك الذي لا ينتهي ..!! تقدّم خطوتين ..ارفع راحتيك قليلاً ..بل أكثر من قليلٍ ..وقل بالصوت الهادر: هذا هو العربيُّ الطارق و الطارقُ حتى بعد الموت لا تموت ..!!
الدستور