واشنطن ثكنة عسكرية مغلقة
حتى لو تم تنصيب بايدن بسلام ومن دون أية منغصات ، فإن ما تم تأريخه في ذاكرة الأمريكيين والعالم أن الولايات المتحدة ألغت " بروفة " التنصيب لأسباب أمنية ، وهو ما كنا نسمعه في بلدان أخرى ، ولكن ليس في عاصمة تقود العالم .
وما من شك ، فإن نشر 25 ألف جندي في العاصمة لتأمين حفل التنصيب لم يكن يخطر ببال اشد خصوم امريكا مراسا ، والأهم أن البنتاغون لم يعلن عن موعد سحب هؤلاء الجنود من الشوارع الرئيسية التي باتت ثكنة عسكرية بكل ما في الكلمة من معنى ، لدرجة وصلت إلى ان يطال التفتيش على الأوراق والأجساد كل من يهم بدخول المباني الحكومية أو حتى يعبر الشوارع المؤدية اليها ، ولن يسمح بالمضي إلا لمن يعمل فيها أو لديه تصريح بدخولها في مشاهد يومية صدمت سكان العاصمة ، كما صدمت العالم كله الذي يراقب أمريكا وما يمكن أن يفعله بايدن لاقتصادها ومكانتها وانقسامها وجائحتها التي لم توزع لقاحاتها حتى الآن برغم كل الوعود .
وفق وسائل إعلام أمريكية ، فإن ترمب سيغادر البيت الابيض قبل يوم التنصيب ،مع وداع من قبل انصار منتقين ، لكي يكون الرئيس الامريكي الأول الذي يغادر رئيسا عاملا وليس سابقا ( إن صدقت هذه التوقعات ) ونستذكر هنا ما قاله معلقون أمريكيون عن أن المشهد سيكون مختلفا لو أن الذين اقتحموا الكابيتول كانوا سود البشر أو ملونين أو مسلمين ، بل إن أحدهم علق قائلا : أنهم كانوا سيتعرضون للقنص من قبل حراس الأمن المتمركزين على ظهر المبنى .
ينتظر العالم ما سيجري وما ستؤول اليه تطورات أمريكا ، أما المحاكمة فتتطلب ادانة ترمب تصويت 17 عضو جمهوري مع الديمقراطيين من مجموع الاعضاء الـ 100 ، وأيا كان الأمر ، فإن المعادلة في الولايات المتحدة ، برئيسها السابق واللاحق وبأغلبيتها الديمقراطية التي سيطرت على الكونجرس بغرفيته علاوة على البيت الأبيض ، باتت تواجه أحدى معضلات المصالحة التي تبتعد يوما اثر يوم ... وسواء تمت محاسبة ترامب قبل مغادرته وهو امر مستبعد أم بعد انقضاء رئاسته ، فإن ما جرى قبل الأربعاء إياه لن يكون أبدا كما بعده .
جى بي سي نيوز